" صفحة رقم ٧٣ "
وقال الحسن ومجاهد : نزلت هذه الآية في ثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشيو وهما رجلان من بني عمرو بن عوف خرجا على ملأ قعود فقالا : والله لئن رزقنا الله لنصّدقنّ، فلمّا رزقهما الله تعالى بخلا.
وقال الضحاك : نزلت في رجال من المنافقين ( نبتل ) بن الحرث وجدّ بن قيس وثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير قالوا : لئن آتانا الله من فضله لنصّدقنّ، فلمّا آتاهم الله من فضله وبسط لهم الدنيا بخلوا به ومنعوا الزكاة.
وقال الكلبي : نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، كان له مال بالشام فجهد لذلك جهداً شديداً فحلف بالله : لئن آتانا الله من فضله من رزقه يعني المال الذي بالشام لأصدّقن منه ولأصلنّ ولآتين حق الله منه، فآتاه الله ذلك المال فلم يفعل ما قال، فأنزل الله عزّ وجلّ ) ومنهم ( يعني من المنافقين ) من عاهدوا الله لئن آتانا الله من فضله لنصّدقن ( ولنوفّينّ حق الله منه ) ولنكوننّ من الصالحين ( أي نعمل ما يعمل أهل الصلاح بأموالهم من صلة الرحم والنفقة في الخير
التوبة :( ٧٦ - ٧٧ ) فلما آتاهم من.....
) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأعْقَبَهُمْ ( فأتبعهم، وقيل فجازاهم ببخلهم. قال النابغة :
فمن أطاعك فانفعه بطاعته
كما أطاعك وادلله على الرشد
) نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ ( حرمهم الله التوبة ) بِمَا أخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ( قال معبد بن ثابت : إنما هو ( شيء ) ظاهر في أنفسهم ولم يتكلموا به، ألم تسمع قول الله عزّ وجلّ
التوبة :( ٧٨ ) ألم يعلموا أن.....
) ألَمْ يَعْلَمُوا أنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأنَّ اللهَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ ( ؟
عن مسروق عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( أربع من كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خصم فجر ).
الأشعث عن الحسن قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( ثلاث من كُنَّ فيه فهو منافق وإن صلّى وصام وزعم أنه مؤمن. إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، إذا أؤتمن خان ).
وقال عبد الله بن مسعود اعتبروا المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، أنزل الله تصديق ذلك في كتابه ) ومنهم من عاهد الله ( إلى قوله ) كانوا يكذبون (، وهذا خبر صعب الظاهر. فمن لم يعلم تأويله عظم خطؤه وتفسيره.
أخبرني شيخي الحسن بن محمد بن الحسن بن جعفر، قال : أخبرني أبي عن جدي