" صفحة رقم ٩٩ "
الوفاء ببيعة الله ) وبشر المؤمنين }
التوبة :( ١١٣ ) ما كان للنبي.....
) ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ( الآية، واختلف العلماء في سبب نزول هذه الآية.
فروى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي ( ﷺ ) وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية فقال له رسول الله ( ﷺ ) ( أي عم إنك أعظم الناس عليَّ حقاً وأحسنهم عندي ( قولاً ) ولأنت أعظم عليَّ حقاً من والدي فقل كلمة تجب لك بها شفاعتي يوم القيامة. قل : لا إله إلا الله أُحاجّ لك بها عند الله ).
فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أُمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء تكلم به : أنا على ملة عبد المطلب. فقال النبي ( ﷺ ) ( لأستغفر لك يا عم الله ) فنزلت ) ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ( الآية، ونزلت ) إنك لا تهدي من أحببت ( الآية.
قال الحسن بن الفضل : وهذا بعيد لأن السورة من آخر ما نزل من القرآن، ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام والنبي ( ﷺ ) بمكة.
وقال عمرو بن دينار : قال النبي ( ﷺ ) استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى نهاني عنه ربي. فقال أصحابه : لنستغفرن لآبائنا كما استغفر النبي ( ﷺ ) لعمّه. فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن محمّد بن كعب ( قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون ) قال : بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه الذي قبض فيه، قالت قريش له : يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنّة فيكون لك شفاء، فخرج الرسول حتى وجد رسول الله ( ﷺ ) أبو بكر معه جالس فقال زيد : إنّ عمك يقول لك يا ابن أخي إني كبير وشيخ ضعيف فادعوا إليّ من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيء يكون لي فيه شفاء


الصفحة التالية
Icon