" صفحة رقم ١٠٩ "
مقاتل والبراء : أحاط بالناس يعني أهل مكة أي أنها ستفتح لك.
) وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أرَيْنَاكَ إلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ (.
قال قوم : هي رؤيا عين وهو ما أرى النبي ( ﷺ ) ليلة المعراج من العجائب والآيات فكان ذلك فتنة للناس، فقوم أنكروا وكذبوا، وقوم ارتدوا، وقوم صدقوا، والعرب تقول :( رأيت بعيني ) رؤية ورؤيا وعلى هذا يحمل حديث معاوية أنه كان إذا سُئل عن مسرى رسول الله ( ﷺ ) قال : كانت رؤيا من الله صادقة أي ( رؤيا عيان ) أرى الله نبيه ( ﷺ ) وماذكرنا من تأويل الآية، قول سعيد بن جبير والحسن ومسروق وأبي مالك وقتادة ومجاهد والضحاك وابن زيد وابن جريج وعطية وعكرمة وعطية عن ابن عبّاس.
وقال آخرون : هي ما أرى الله نبيه ( ﷺ ) ليلة أسرى بروحه دون بدنه فلما قصها رسول الله ( ﷺ ) على أصحابه (........ ) من أصحاب المسلمين وطعن فيها ناس من المنافقين. وهو ماروى جرير بن حازم عن أبي رجاء العطاردي، يحدث عن سمرة بن جندب قال : كان رسول الله ( ﷺ ) إذا صلى الغداة أستقبل الناس ( بوجهه ) فقال :( هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ) ؟ فإن كان أحداً رأي تلك الليلة رؤيا قصها عليه فيقول فيها ماشاء الله أن يقول فسألنا يوماً. فقال :( هل رأى منكم أحد الليلة رؤيا )، قلنا : لا، قال :( لكني أتاني الليلة آيتان فقالا لي : إنطلق فإنطلقت معهما فأخرجاني إلى أرض مستوية فإذا رجل مستلقي على قفاه ورجل قائم بيده صخرة فشدخ بها رأسه ( فيتبع ) الحجر فإذا ذهب يأخذه عاد رأسه كما كان فهو يصنع به مثل ذلك، فقلت : ما هذا ؟ قالا : إنطلق فانطلقت معهما فأتينا على رجل مستلق لقفاه يرمش عينه، فإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد فإذا هو يأخذ أحد شقي وجهه فيشر شر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثمّ يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك فما يفرغ من ذلك حتّى يصبح ذلك الجانب كما كان ثمّ يعود إليه، فقلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا لي : إنطلق فانطلقت معهما فأتيا على بيت مبني مثل بناء التنور أعلاه ضيق ( وأسفله واسع ) يوقد فيه النار فأطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب من أسفل ( ضجّوا )، قلت لهما : ما هؤلاء ؟
قالا لي : إنطلق فانطلقنا فأتينا على نهر من دم أحمر وإذا في البحر سابح يسبح فإذا على شاطىء النهر رجل عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً فيذهب فيسبح مايسبح ثمّ يرجع إليه كما رجع إليه فيفغر له فاه فألقمه حجراً قال : فقلت ما هذا ؟ قالا : إنطلق فإنطلقت فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما رأيت