" صفحة رقم ١٢٣ "
قال : يقول أبو هريرة : إقرأوا إن شئتم ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ).
الإسراء :( ٧٩ ) ومن الليل فتهجد.....
) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ ( أي قم بعد نومك وصل.
قال المفسرون : لا يكون التهجد إلاّ بعد النوم يقال : تهجد إذا سهر، وهجد إذا نام.
وقال بعض أهل اللغة : يقال تهجد إذا نام وتهجد إذا سهر وهو من الاضداد.
روى حميد بن عبد الرحمن بن عوف : عن رجل من الأنصار إنه كان مع رسول الله ( ﷺ ) في سفر وقال : لأنظرنّ كيف يصلي النبي ( ﷺ ) قال : فنام رسول الله ( ﷺ ) ثمّ إستيقظ فرفع رأسه إلى السماء فتلا أربع آيات من سورة آل عمران :) إن في خلق السماوات والأرض لآيات ( ثمّ أهوى بيده إلى القربة وأخذ مسواكاً فأستّن به ثمّ توضأ ثمّ صلى ثمّ نام ثمّ إستيقظ، فصنع كصنيعه أول مرة، ويزعمون أنه التهجد الذي أمره الله تعالى.
) نَافِلَةً لَكَ ( قال ابن عبّاس : خاصة لك، مقاتل بن حيان : كرامة وعطاء لك.
ابن عبّاس : فريضتك.
وقال : أُمر النبي ( ﷺ ) بقيام الليل خاصة وكتبت عليه، ويكون معنى النافلة على هذا القول فريضة فرضها الله عليك فضلاً عن الفرائض التي فرضها الله علينا زيادة.
وقال قتادة : تطوعاً وفضيلة.
وقال بعض العلماء : كانت صلاة الليل فرضها عليه في الابتداء ثمّ رخص له في تركها فصارت نافلة.
وقال مجاهد : والنافلة للنبي ( ﷺ ) خاصة من أجل أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما عمل من عمل سوى المكتوبة فهو نافلة لك من أجل أنه لا يعمل ذلك كفارة لذنوبهم، فهي نوافل له وزيادة للناس يعملون ويصلون ماسوى المكتوبة لذنوبهم في كفارتها فليست للناس نوافل.
) عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (.
قال أهل التأويل : عسى ولعلّ من الله جزاء لأنه لايدع أن يفعل لعباده ما أطمعهم فيه من الجزاء على طاعاتهم لأنه ليس من صفته الغرور، ولو أن رجلاً قال لآخر : اهدني والزمني لعلي أن أنفعك فلزمه ولم ينفعه مع إطماعه فيه ووعده لكان عاراً له وتعالى الله عن ذلك، وأما المقام المحمود فالمقام الذي يشفع فيه لأُمته يحمده فيه الأولون والآخرون.


الصفحة التالية
Icon