" صفحة رقم ١٦٢ "
) فليأتكم برزق منه ( أي قوت وطعام، ) وَليَتَلَطّف ( : وليترفق في الشراء، وفي طريقه، وفي دخول المدينة، ) ولا يُشعِرِنَّ بِكُم أحداً ( من الناس، أي ولا يعلمن، أي إن ظُهر عليه فلا يوقعن إخوانه فيما يقع فيه.
الكهف :( ٢٠ ) إنهم إن يظهروا.....
) إنهم إن يظهروا عليكم ( فيعلموا بمكانكم ) يرجموكم (، قال ابن جريج : يشتموكم ويؤذوكم بالقول. ويقال : يقتلوكم. ويقال : كان من عادتهم القتل بالرجم وهو من أخبث القتل. وقيل : هو التوبيخ. ويضربوكم ) أو يُعِيدُوكُم في مِلَّتِهِم ( : دينهم الكفر ) ولن تفلحوا إذاً أبداً ( إن عدتم إليهم.
الكهف :( ٢١ ) وكذلك أعثرنا عليهم.....
) وكذلك أعثرنا (، أي أطلعنا ) عليهم (، يقال : عثرت على الشيء إذا اطّلعت عليهم، فأعثرت غيري إذا أطلعته، ) ليَعلَمُوا أنَّ وَعدَ الله حّقٌ ( يعني قوم تيدوسيس، ) وأن الساعة لا ريبَ فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم (، قال ابن عباس : تنازعوا في البنيان والمسجد، قال المسلمون : نبني عليهم مسجداً، لأنهم على ديننا، وقال المشركون : نبني عليهم بنياناً ؛ لأنهم من أهل سنّتنا. وقال عكرمة : تنازعوا في الأرواح والأجساد، فقال المسلمون : البعث للأرواح والأجساد، و قال بعضهم : البعث للأرواح دون الأجساد، فبعثهم الله من رقادهم وأراهم أن البعث للأرواح والأجساد. وقيل : تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم. وقيل : تنازعوا في عددهم، ) فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرِهم ( يعني تيدوسيس الملك وأصحابه :) لَنَتَّخِذَنَّ عليهم مسجداً (، وقيل : الذين تغلبوا على أمرهم، وهم المؤمنون. وهذا يرجع إلى الأوّل.
الكهف :( ٢٢ ) سيقولون ثلاثة رابعهم.....
) سيقولون ثلثة ( وذلك أن السيد والعاقب وأصحابهما من نصارى أهل نجران كانوا عند النبيّ ( ﷺ ) فجرى ذكر أصحاب الكهف فقال السيد : كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم. وكان السيد يعقوبياً، وقال العاقب : كانوا خمسة سادسهم كلبهم. وكان نسطوريّاً، وقال المسلمون : كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، فحقق الله قول المسلمين وصدّقهم بعد ما حكى قول النصارى، فقال ) سيقولونَ ثلاثةٌ رابِعُهم كلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجماً بِالغَيب ( أي قذفاً بالظنّ من غير يقين، كقول الشاعر :
وأجعلُ منّي الحقّ غيباً مرجّما
) ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ( وقال بعضهم : هذه الواو واو الثمانية، إن العرب يقولون : واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، لأن العِقد كان عندهم سبعة


الصفحة التالية
Icon