" صفحة رقم ١٧١ "
على لفظ التثنية، يعني الجنتين، وكذلك هو في مصاحفهم. ) منقلباً (، أي منزلاً ومرجعاً. يقول : لم يعطني هذه الجنة في الدنيا إلاّ ولي عنده أفضل في الآخرة.
الكهف :( ٣٧ ) قال له صاحبه.....
) قال له صاحبه ( المسلم ) وهو يحاوره أكفرت بالّذي خلقك ( يعني خلق أباك وأصلك ) من تراب ثمّ ( خلقك ) من نطفة ( يعني ماء الرجل والمرأة ) ثمّ سوّاك رجلاً (، أي عدلك بشراً سويّاً ذكراً.
الكهف :( ٣٨ ) لكن هو الله.....
) لكنا هو الله ربي (، يقول : أما أنا فلا أكفر بربي، ولكنا هو الله ربي. قال الكسائي : فيه تقديم وتأخير مجازه : لكن الله هو ربّي. وقال الآخرون : أصله ( لكن أنا ) فحذفت الهمزة طلباً للخفة ؛ لكثرة استعماله، وأُدغمت إحدى النونين في الآخرى، وحذفت ألف ( أنا ) في الوصل. وقرأ ابن عامر ويعقوب :( لكنا )، بإتيان الألف بالوصل، كقول الشاعر :
أنا سيف العشيرة فاعرفوني
حميداً قد تذريت السناما
ولا خلاف في إثباتها في الوقف. ) ولا أُشرك بربّي أحداً }
الكهف :( ٣٩ ) ولولا إذ دخلت.....
) ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء الله (، ) ما ( في موضع رفع، يعني : هي ما شاء الله، ويجوز أن تكون في موضع النصب بوقوع ) شاء ( عليه. وقيل : جوابه مضمر مجازه : ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون. ( أخبرنا أبو عمرو الفراتي : القاسم بن كليب : العباس بن محمد الدوزي : حجاج : أبو بكر الهذلي عن يمامة بن عبد الله بن أنس ) عن أنس بن مالك أن النبّي ( ﷺ ) قال :( من رأى شيئاً فأعجبه فقال :) ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله ( لم يضرّه ).
ثمّ قال :) إن ترني أنا أقل منك مالاً وولداً (، ) أنا ( عماد ولذلك نصب.
الكهف :( ٤٠ ) فعسى ربي أن.....
) فعسى ( : فلَعّلَ ) ربي أن يؤتيني ( في الآخرة ) خيراً من جنتك ويرسلَ عليها ( : يبعث على جنتك ) حسباناً من السّماء (، قال قتادة والضّحاك : عذاباً. وقال ابن عباس : ناراً. وقال ابن زيد : قضاء من الله عزّ وجلّ يقضيه. قال الأخفش والقتيبي : مرام من السماء واحدتها حسبانة، ) فتصبح صعيداً زلقاً (، قال قتادة : يعني صعيداً أملس لا نبات عليه. وقال مجاهد : رملاً هايلاً وتراباً. قال ابن عباس : هو مثل الحَزَن.
الكهف :( ٤١ ) أو يصبح ماؤها.....
) أو يصبح ماؤها غوراً ( أي غائراً منقطعاً ذاهباً في الأرض لا تناله الأيدي ولا الرشا والدلاء. والغور مصدرٌ وُضع موضع الاسم، كما يقال : صوم وزور وعدل، ونساء نوح يستوي فيه الواحد والاثنان والمذكر والمؤنث. قال عمرو بن كلثوم :
تظل جياده نوحاً عليه
مقلّدة أعنتها صفونا
وقال آخر