" صفحة رقم ١٧٨ "
ناراً، على حافتيه حيّات مثل البغال الدهم، فإذا بادرت إليهم لتأخذوهم استغاثوا بالاقتحام في النّار منها. وقال الحسن : عداوة. وقال الضحّاك وعطاء : مهلكاً. وقال أبو عبيد : موعداً، وأصله الهلاك، يقال : أوبقه يوبقه إيباقاً، أي أهلكه، ووبق يبق وبقاً، أي هلكة، ويقال : وبق يوبق ويبق ويأبق، وهو وابق ووبق، والمصدر : وبق، ووبُوق.
الكهف :( ٥٣ ) ورأى المجرمون النار.....
) ورأى المجرمون ( : المشركون ) النار فظنّوا أنهم مواقعوها ( : داخلوها. وقال مجاهد : مقتحموها وقيل : نازلوها وواقعون فيها. وقرأ الأعمش :( ملاقوها )، يعني مجتمعين فيها، والهاء الجمع ) ولم يجدوا عنها مصرفاً (.
وروى أبو سعيد الخدري عن النبّي ( ﷺ ) أنه قال :( إن الكافر ليرى جهنم فيظن أنه مواقعها من مسيرة أربعين سنة ).
الكهف :( ٥٤ ) ولقد صرفنا في.....
) ولقد صرّفنا ( : بيّنا ) في هذا القرآن للناس من كل مثل ( ليتذكروا ويتّعظوا ) وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ( : خصومة في الباطل، يعني أُبّي بن خلف الجمحي، وقيل : إنه عام ليس بخاص، واحتجّوا بما روى الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه قال :( إن رسول الله ( ﷺ ) طرقه هو وفاطمة بنت رسول الله ( ﷺ ) فقال : ألا تصلّون ؟ فقلت : يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله تعالى، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف رسول الله ( ﷺ ) حين قلت ذلك له ولم يرجع شيئاً، فسمعته وهو يضرب فخذه ويقول :) وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً ( ).
الكهف :( ٥٥ ) وما منع الناس.....
) وما مَنَعَ الناس أن يؤمنوا ( يعني من أن يؤمنوا، ) إذ جاءهم الهدى ( : القرآن والإسلام ومحمد ( ﷺ ) ) ويستغفروا ( : ومن أن يستغفروا ربهم ) إلاّ أن تأتيهم سنة الأولين ( يعني سنتنا في إهلاكهم ) أو يأتيهم العذابُ قُبُلا (، قال ابن عباس : عياناً.
قال الكلبي : هو السّيف يوم بدر. قال مجاهد : فجأة. ومن قرأ ) قبلا (، بضمتين، أراد به : أصناف العذاب.
الكهف :( ٥٦ ) وما نرسل المرسلين.....
) وما نرسلُ المرسلين إلاّ مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا ( : يبطلوا ويزيلوا ) به الحق (، قال السّدي : ليفسدوا، وأصل الدّحض : الزلق، يقال : دحضت رجله أي زلقته. وقال طرفة :
أبا منذر رمت الوفاء فهبته
وحدت كما حاد البعير عن الدحض


الصفحة التالية
Icon