" صفحة رقم ١٨٥ "
إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه، فقال ذات يوم :( رحمة الله علينا وعلى أخي موسى، لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب ( العجاب )، ولكنه قال :) إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً ( ).
الكهف :( ٧٧ ) فانطلقا حتى إذا.....
) فانطلقا حتّى إذا أتيا أهل قرية ( قال ابن عباس : يعني أنطاكية. وقال ابن سيرين : أيلة، وهي أبعد أرض الله من السّماء ) استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما (، أي ينزّلوهما منزلة الأضياف ؛ وذلك أنهما استطعماهم فلم يطعموهما، واستضافاهم فلم يضيفوهما. ( أخبرنا عبد الله بن حامد عن أحمد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله بن سلمان عن يحيى بن قيس عن أبي إسحاق عن ) سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أُبّي بن كعب أنه سمع رسول الله ( ﷺ ) يقول :) فأبوا أن يضيفوهما ( قال :( كانوا أهل قرية لئاماً ).
وقال قتادة في هذه الآية : شر القرى التي لا تُضيف الضيف، ولا تعرف لابن السبيل حقّه.
) فوجدا فيها (، أي في القرية ) جداراً (، قال وهب : كان جداراً طوله في السماء مئة ذراع، ) يريد أن ينقض ( هذا من مجاز الكلام، لأن الجدار لا إرادة له، وإنما معناه : قرب ودنا من ذلك، كقول الله تعالى :) تكاد السّماوات يتفطرن منه (. قال ذو الرمّة :
قد كاد أو ( قد ) هم بالبيود
وقال بعضهم : إنما رجع إلى صاحبه، لأن هذه الحالة إذا كانت من ربّه فهو إرادته، كقول الله تعالى :) ولمّا سكت عن موسى الغضب ( وإنما يسكت صاحبه. وقال :) فإذا عزم الأمر ( وإنما يعزم أهله. قال الحارثي :
يريد الرمح صدر أبي براء
ويرغب عن دماء بني عقيل
وقال عقيل :


الصفحة التالية
Icon