" صفحة رقم ١٩٠ "
الكهف :( ٨٣ ) ويسألونك عن ذي.....
) ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً (، اختلفوا في نبوّته فقال بعضهم : كان نبياً. وقال الآخرون : كان ملكاً عادلاً صالحاً. ( أخبرنا أبو منصور الحمشادي : أبو عبد الله محمد بن يوسف عن ) وكيع عن العلاء بن عبد الكريم قال : سمعت مجاهداً يقول : ملك الأرض أربعة : مؤمنان، وكافران. فأما المؤنان فسليمان وذو القرنين، وأما الكافران فنمرود وبخت نصّر.
واختلفوا في سبب تسميته بذي القرنين، فقال بعضهم : سُمي بذلك، لأنه ملك الروم وفارس. وقيل : لأنه كان في رأسه شبه القرنين. وقيل : لأنه رأى في منامه كأنه أخذ بقرني الشمس فكان تأويل رؤياه أنه طاف الشرق والغرب. وقيل : لأنه دعا قومه إلى التوحيد فضربوه على قرنه الأيمن ثمّ دعاهم إلى التوحيد فضربوه على قرنه الأيسر. وقيل : لأنه كان له ذؤابتان حسناوان، والذؤابة تسمى قرناً. وقيل : لأنه كريم الطرفين من أهل بيت شرف من قبل أبيه وأمه. وقيل : لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس، وهو حي. وقيل : لأنه إذا كان حارب قاتل بيده وركابه جميعاً. وقيل : لأنه أُعطي علم الظاهر الباطن. وقيل : لأنه دخل النور والظلمة.
الكهف :( ٨٤ ) إنا مكنا له.....
) إنّا مكنّا له في الأرض ( أوطأنا له في الأرض فملكها وهديناه طرقها، ) وآتيناه من كل شيء ( يحتاج إليه الخلق. وقيل : من كل شيء يستعين به الملوك على فتح المدن ومحاربة الأعداء ) سبباً ( علماً يتسبّب به إليه. وقال الحسن : بلاغاً إلى حيث أراد. وقيل : قربنا إليه أقطار الأرض، كما سخرنا الريح لسليمان ( عليه السلام ).
الكهف :( ٨٥ ) فأتبع سببا
) فأتبع ( : سلك وسار. وقرأ أهل الكوفة :( فأتبع )، ( ثمّ اتبع ) بقطع الألف وجزم الثاني : لحق ) سبباً (، قال ابن عباس : منزلاً، وقال مجاهد : طريقاً بين المشرق والمغرب، نظير قوله تعالى :) لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات ( يعني الطرق.
الكهف :( ٨٦ ) حتى إذا بلغ.....
) حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ( قرأ العبادلة : عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير، والحسن، وأبو جعفر، وابن عامر وأيوب، وأهل الكوفة :( حامية ) بالألف، أي حارة. ويدل عليه ما ( أخبرنا عبد الله بن حامد عن أحمد بن عبد الله بن سليمان عن عثمان بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن سفيان بن الحسين عن الحكم ابن عيينة عن ) إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذرّ قال : كنت ردف النبّي ( ﷺ ) فقال :( يا أبا ذر أين تغرب هذه ؟ ). قلت : الله ورسوله أعلم. قال :( فإنها تغرب في عين حامية ).