" صفحة رقم ١٩٢ "
الكوفة ) جزاءً ( نصباً منوّناً على معنى : فله الحسنى جزاء نصب على المصدر، وقرأ الباقون بالرفع على الإضافة. ولها وجهان : أحدهما أن يكون المراد بالحسنى : الأعمال الصالحة، والوجه الثاني أن يكون معنى الحسنى : الجنّة، فأُضيف الجزاء إليهما كما قال :) ولدار الآخرة ( والدار هي الآخرة : و ) ذلك دين القيمة ( ) وسنقول له من أمرنا يسراً ( أي نلين له القول، ونهوّن له الأمر. وقال مجاهد :) يسراً ( أي معروفاً.
الكهف :( ٨٩ ) ثم أتبع سببا
) ثمّ أتبع سبباً (، أي سلك طريقاً ومنازل
الكهف :( ٩٠ ) حتى إذا بلغ.....
) حتّى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً (، قال قتادة : لم يكن بينهم وبين الشمس ستر ؛ وذلك أنهم كانوا في مكان لا يستقر عليهم بناء، وأنهم كانوا في شرب لهم، حتّى إذا زالت الشمس عنهم، خرجوا إلى معايشهم وحروثهم. وقال الحسن : كانت أرضهم أرضاً لا تحتمل البناء، وكانوا إذا طلعت عليهم الشمس تهوّروا في الماء، فإذا ارتفعت عليهم خرجوا فتراعوا كما تراعى البهائم. وقال ابن جريج : جاءهم جيش مرّة فقال لهم أهلها : لا تطلع عليكم الشمس وأنتم بها، فقالوا : ما نبرح حتّى تطلع الشمس. وقالوا : ما هذه العظام ؟ قالوا : هذه جيف جيش طلعت عليهم الشمس ها هنا فماتوا. قال : فذهبوا هاربين في الأرض. قال قتادة : ويقال : إنهم الزنج. وقال الكلبي : هم تاريس وتاويل ومنسك عراة حفاة عماة عن الحق، قال : وحدثنا عمرو بن مالك بن أُميّة قال : وجدت رجلاً بسمرقند يحدّث الناس وهم مجتمعون حوله، فسألت بعض من سمع حديثه فأخبرني أنّه حدّثهم عن القوم الذين تطلع عليهم الشمس قال : خرجت حتّى جاوزت الصين ثمّ سألت عنهم فقيل لي : إن بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة. فاستأجرت رجلاً فسرت بقية عشيتي وليلتي حتّى صبحتهم، فإذا أحدهم يفرش أُذنه ويلبس الأُخرى قال : وكان صاحبي يحسن لسانهم فسألهم وقال : جئنا ننظر كيف تطلع الشمس. قال : فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كهيئة الصلصلة فغشي عليّ فوقعت فأفقت، وهم يمسحونني بالدهن، فلما طلعت الشمس على الماء إذا هي على الماء كهيئة الزيت وإذا طرف السماء كهيئة الفسطاط، فلمّا ارتفعت أدخلوني سربالهم أنا وصاحبي، فلّما ارتفع النهار خرجوا إلى البحر فجعلوا يصطادون السّمك فيطرحونه في الشمس فينضج.
الكهف :( ٩١ ) كذلك وقد أحطنا.....
قوله تعالى :) كذلك ( اختلفوا فيه، فقال بعضهم : يعني كما بلغ مغرب الشمس فكذلك بلغ مطلعها. وقيل : أتبع سبباً كما أتبع سبباً. وقيل : كما وجد ( القبيلتين ) عند مغرب الشمس