" صفحة رقم ٢١٠ "
قال علي بن أبي طالب : علمت أن التقيّ ذو نهية، وقيل : كان تقي رجل من أعدل الناس في ذلك الزمان فقالت : إنْ كنت في الصلاح مثل التقي فإني أعوذ بالرحمن منك، كيف يكون رجل اجنبي وامرأة اجنبية في حجاب واحد ؟
مريم :( ١٩ ) قال إنما أنا.....
قال لها جبرئيل ) إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لاِهَبَ لَكِ ( أي يقول لأهب لك، وقرأ أبو عمرو ليهب بالياء ولداً ) غُلاَماً زَكِيّاً ( صالحاً تقياً
مريم :( ٢٠ ) قالت أنى يكون.....
) قالت ( مريم ) أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ( ولم يقربني روح ) وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً ( فاجرة وإنما حُذفت الهاء منه لأنه مصروف عن وجهه.
مريم :( ٢١ ) قال كذلك قال.....
قال جبرئيل ) كذلك ( كما قلتِ يا مريم ولكن قال ربّك وقيل هكذا ) قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ ( خلْق ولد من غير أب ) وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً ( علامة هذه ) لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا ( لمن تبعه على دينه.
) وَكَانَ ( ذلك ) أمْراً مقْضِيّاً ( معدوداً مسطوراً في اللوح المحفوظ.
مريم :( ٢٢ ) فحملته فانتبذت به.....
) فَحَمَلَتْهُ ( وذلك أن جبرئيل عليه السلام رفع درعها فنفخ في جيبه فحملت حين لبسته، وقيل : نفخ جبرئيل من بعيد نفخاً فوصل الريح إليها فحملت، فلمّا حملت ) فانتبذت ( خرجت وانفردت ) مكاناً قصيّاً ( بعيداً من أهلها من وراء الجبل، ويقال اقصى الدار.
قال الكلبي : قيل لابن عمّ لها يقال له يوسف : إن مريم حملت من الزنا لأن يقتلها الملك وكانت قد سميت له فأتاها فاحتملها، فهرب بها، فلما كان ببعض الطريق أراد يوسف ابن عمّها قتلها فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له : إنّه من روح القدس فلا تقتلها، فتركها، ولم يقتلها فكان معها. واختلفوا في مدّة حملها ووقت وضعها، فقال بعضهم : كان مقدار حملها تسعة أشهر كحمل سائر النساء، ومنهم من قال : ثمانية أشهر وكان ذلك آية أُخرى لأنّه لم يعش مولود وضع لثمانية أشهر غير عيسى، وقيل : ستّة أشهر، وقيل : ثلاث ساعات، وقيل : ساعة واحدة.
قال ابن عباس : ما هو إلاّ أن حملت فوضعت ولم يكن بين الحمل والانتباذ إّلا ساعة : لأنّ الله تعالى لم يذكر بينهما فصلاً.
وقال مقاتل بن سليمان : حملته مريم في ساعة وصوّر في ساعة ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها، وهي بنت عشر سنين وقد كانت حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى.
مريم :( ٢٣ ) فأجاءها المخاض إلى.....
) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ ( ألجأها وجاء بها المخاض، وفي قراءة عبد الله آواها المخاض يعني الحمل، وقيل : الطلق.
) إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ( وكانت نخلة يابسة في الصحراء في شدةّ الشتاء ولم يكن لها سعف.
وروى هلال بن خبّاب عن أبي عبيد الله قال : كان جذعاً يابساً قد جيء به ليبنى به بيت يقال له بيت لحم.
) قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً ( قرأ يحيى بن وتاب والأعمش وحمزة