" صفحة رقم ٢٤٥ "
قال عبد الرَّحْمن بن كيسان : على رأس أربعين سنة وهو القدر الذي يوحي فيه إلى الأنبياء، قال الكلبي : وافق الكلام عند الشجرة.
طه :( ٤١ ) واصطنعتك لنفسي
) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ( اخترتك واصطفيتك واختصصتك بالرسالة أو النبوّة
طه :( ٤٢ ) اذهب أنت وأخوك.....
) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي ( اليد والعصا ) وَلاَ تَنِيَا ( قال ابن عباس : لا تضعفا، وقال السُدّي : لا تفترا، وقال محمد بن كعب : لا تقصّرا.
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : لا تبطئا، وقي قراءة ابن مسعود : ولا تهنا.
طه :( ٤٣ - ٤٤ ) اذهبا إلى فرعون.....
) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ( قال ابن عباس : لا تعنّفا في قولكما ولا تغلّظا، وقال السدّي وعكرمة : كنّياه قولا له : يا أبا العباس، وقيل : يا أبا الوليد.
وقال مقاتل : يعني بالقول اللين هل لك إلى أن تزكّى وأهديك إلى ربّك فتخشى.
وقال أهل المعاني : معناه الطُفا له في قولكما فإنّه ربّاك وأحسن تربيتك وله عليك حقّ الأُبوّة فلا تجبهه بمكروه في أوّل قدومك عليه، يقال : وعده على قبول الإيمان شباباً لا يهرم وملكاً لا يُنزع عنه إلاّ بالموت، ويبقى عليه لذّة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته.
قال المفسّرون : وكان هارون يومئذ بمصر فأمر الله عزّ وجلّ أن يأتي هو وهارون، وأوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى فتلقّاه إلى مرحلة وأخبره بما أُوحي إليه فقال له موسى : إن الله سبحانه أمرني أن آتي فرعون فسألت ربّي عزّ وجلّ أن يجعلك معي. وقوله ) لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ( أي يسلم.
فإن قيل : كيف قال : لعله يتذكر أو يخشى وعلمه سابق في فرعون أنّه لا يتذكّر ولا يخشى ؟.
قال الحسين بن الفضل : هو مصروف إلى غير فرعون، ومجازه : لكي يتذكّر متذكّر أو يخشى خاش إذا رأى برّي وإلطافي بمن خلقته ورزقته، وصححت جسمه وأنعمت عليه ثم ادّعى الربوبية دوني.
وقال أبو بكر محمد بن عمر الورّاق : لعلّ ها هنا من الله واجب، ولقد تذّكر فرعون حيث لم تنفعه الذكرى والخشية، وذلك قوله حين الجمَهُ الغرقُ في البحر ) آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ (.


الصفحة التالية
Icon