" صفحة رقم ٢٧٤ "
الأنبياء :( ٣٠ ) أولم ير الذين.....
) أَوَلَمْ يَرَ ( قرأه العامّة بالواو، وقر ابن كثير ألم وكذلك هو في مصاحفهم. ( ير ) يعلم ) الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالاْرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا (.
قال ابن عباس والضحاك وعطاء وقتادة : يعني كانتا شيئاً واحداً ملتزقتين ففصل الله سبحانه بينهما بالهواء.
قال كعب : خلق الله سبحانه السموات والأرضين بعضها على بعض ثمّ خلق ريحاً توسّطتها ففتحها بها.
وقال مجاهد وأبو صالح والسدُّي : كانت السموات مرتقة طبقة واحدة، ففتقها فجعلها سبع سموات، وكذلك الأرضون كانت مرتقة طبقاً واحداً ففتقها فجعلها سبع أرضين.
عكرمة وعطية وابن زيد : كانت السماء رتقاً لا تمطر، والأرض رتقاً لا تنبت ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات، نظيره قوله سبحانه ) والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع ( وأصل الرتق السدّ ومنه قيل للمرأة التي فرجها ملتحم رتقاً، وأصل الفتق الفتح، وإنّما وحّد الرتق وهو من نعت السموات والأرض لأنّه مصدر، وضع موضع الاسم مثل الزور والصوم والفطر والعدل ونحوها.
) وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيَ ( يعني أنّ كلّ شيء حىّ فإنّه خُلق من الماء، نظيره قوله سبحانه ) والله خلق كل دابة من ماء ( ) أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ (
الأنبياء :( ٣١ ) وجعلنا في الأرض.....
) وَجَعَلْنَا فِي الاْرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا ( أي في الرواسي ) فِجَاجاً ( طرقاً ومسالك واحدها فج ثمَّ، فسّر فقال ) سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (
الأنبياء :( ٣٢ ) وجعلنا السماء سقفا.....
) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ( من أن تسقط، دليله قوله سبحانه ) ويُمْسِكُ السَّماءَ أن تَقَع على الأرْضِ إلاّ بإذْنِه ( وقيل : محفوظاً من الشياطين، دليله قوله سبحانه ) وحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانِ رَجيم (.
) وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ( فلا يتفكّرون فيها ولا يعتبرون بها يعني الكفار.
الأنبياء :( ٣٣ ) وهو الذي خلق.....
) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَك يَسْبَحُونَ ( يجرون ويسيرون، والفلك مدار النجوم الذي يضمّها، ومنه فلكة المغزل.
قال مجاهد : كهيئة حديدة الرّحا، الضحّاك : فلكها : مجراها وسرعة سيرها.