" صفحة رقم ٢٧٧ "
قرأ أبو عبد الرَّحْمن السلمي بضم الياء وفتح الميم، الضم رفع بمعنى أنّه لا يفعل بهم ذلك على مذهب ما لم يبين فاعله.
وقرأ ابن عامر ( تُسمع ) بتاء مضمومة وكسر الميم والصُمَّ نصباً، جعل الخطاب للنبي ( عليه السلام )، وقرأ الآخرون :( يسمع ) بياء مفتوحة وفتح الميم الصمُّ رفع على أنّ الفعل لهم ) إِذَا مَا يُنذَرُونَ ( يخوّفون ويحذّرون.
الأنبياء :( ٤٦ ) ولئن مستهم نفحة.....
) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ ( أصابتهم ) نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ ( قال ابن عباس : طرف، مقاتل وقتادة : عقوبة، ابن كيسان : قليل، ابن جريج : نصيب، من قولهم : نفح فلان لفلان إذا أعطاه قسماً وحظّاً منه، بعضهم : ضربة، من قول العرب : نفحت الدابة برجلها إذا ضربت بها. قال الشاعر :
وعمرة من سروات النساء
تنفح بالمسك أردانها
) لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }
الأنبياء :( ٤٧ ) ونضع الموازين القسط.....
) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ ( العذاب وإنّما وحدّ القسط وهو جمع الموازين لأنّه في مذهب عدل ورضىً.
قال مجاهد : هذا مَثَل، وإنّما أراد بالميزان العدل.
) فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ( لا ينقص من حسناته ولا يزاد على سيّئاته.
يروى أنّ داود ( عليه السلام ) سأل ربّه أن يريه الميزان فأراه، فلمّا رآه غشي عليه ثم أفاق، فقال : يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفّته حسنات ؟ فقال : يا داود إنّي إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة.
فان قيل : كيف وجه الجمع بين هذه الآية وبين قوله سبحانه ) فَلا نُقِيمُ لهم يَوْمَ القِيامَةِ وَزْناً ( ؟ فالجواب : إن المعنى فيه : لا نقوّمها ولا تستقيم على الحقّ، ( من ناقصه سائله ) لأنها باطلة.
) وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل ( رفع أهل المدينة المثقال بمعنى : وان وقع، وحينئذ لا خبر له ونصبها الباقون على معنى : وإن كان ذلك الشيء مثقال، ومثله في سورة لقمان ) أَتَيْنَا بِهَا ( أحضرناها، وقرأ مجاهد : آتينا بالمدّ أي جازينا بها.
) وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
الأنبياء :( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى.....
) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ ( يعني الكتاب الذي يفرق بين الحق والباطل وهو التوراة


الصفحة التالية
Icon