" صفحة رقم ٢٨٠ "
بيت آلهتهم ورأوا أصنامهم
الأنبياء :( ٥٩ - ٦٠ ) قالوا من فعل.....
) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنْ الظَّالِمِينَ قَالُوا ( يعني الذين سمعوا إبراهيم يقول : تالله لأكيدنّ أصنامكم ) سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ ( يعيبهم ويسبّهم ويستهزئ بهم ) يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ( هو الذي صنع هذا، فبلغ ذلك نمرود الجبّار وأشراف قومه
الأنبياء :( ٦١ ) قالوا فأتوا به.....
فقالوا ) فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ ( يراد بأعين الناس ) لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ( عليه أنّه هو الذي فعل ذلك، وكرهوا أن يأخذوه بغير بيّنة، قاله قتادة والسدّي.
وقال الضحّاك والسُدّي : لعلّهم يشهدون ما يصنع به ويعاقبه، أي، يحضرون، فلمّا أتوا به
الأنبياء :( ٦٢ - ٦٣ ) قالوا أأنت فعلت.....
) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ ( إبراهيم ) بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ( غضب من أن تعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهنّ، قاله ابن إسحاق، وإنّما أراد إبراهيم بذلك إقامة الحجّة عليهم، فذلك قوله سبحانه ) فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنطِقُونَ ( حتى يخبروكم بمن فعل هذا بهم.
وروي عن الكسائي أنّه كان يقف عند قوله : بل فعله ويقول : معناه فعله من فعله، ثم يبتدي كبيرهم هذا.
وقال القتيبي : جعل إبراهيم النطق شرطاً للفعل فقال ) فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ( والمعنى إن قدروا على الفعل، فأراهم عجزهم عن النطق والفعل، وفي ضمنه أنا فعلت ذلك، والذي تظاهرت به الأخبار في هذه الآية، قول ابن إسحاق يدلّ عليه قول النبي ( ﷺ ) لم يكذب إلاّ ثلاث كذبات كلّها في الله عزّ وجلّ قوله ) إني سقيم ( وقوله ) بل فعله كبيرهم ( وقوله لسارة : هي أختي، وغير مستحيل أن يكون الله سبحانه أذن لرسوله وخليله في ذلك ليقرع قومه ويوبّخهم ويحتجّ عليهم ويعرّفهم موضع خطئهم كما أذن ليوسف حين أمر مناديه فقال لأخوته :) أيَتُها العِيْرُ إِنَّكُم لَسَارِقُونَ ( ولم يكونوا سرقوا شيئاً.
الأنبياء :( ٦٤ ) فرجعوا إلى أنفسهم.....
) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ ( يقول : فتفكّروا بقلوبهم ورجعوا إلى عقولهم ) فَقَالُوا ( ما نراه إلاّ كما قال ) إِنَّكُمْ أَنْتُمْ الظَّالِمُونَ ( هذا الرجل في سؤالكم إيّاه، وهذه آلهتكم التي فعل بها ما فعل حاضرة فسلوها، وقيل : إنّكم أنتّم الظالمون بعبادتكم الأوثان الصغار مع هذا الكبير.
الأنبياء :( ٦٥ ) ثم نكسوا على.....
) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ ( متحيّرين مثبورين وعلموا أنّها لا تنطق ولا تبطش، فقالوا ) لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاَءِ يَنطِقُونَ ( فلمّا اتّجهت الحجّة لإبراهيم عليهم
الأنبياء :( ٦٦ - ٦٧ ) قال أفتعبدون من.....
) قَالَ ( لهم ) أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُون