" صفحة رقم ٣١١ "
ليلةً هذه الآية ) إنَّ الّذيِنَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنّا الحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبعْدُون ( قال : أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرَّحْمن بن عوف منهم، ثم أُقيمت الصلاة فقام علىّ يجرّ رداءهُ وهو يقول
الأنبياء :( ١٠٢ ) لا يسمعون حسيسها.....
) لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ( يعني صوتها إذا نزلوا منازلهم من الجنة ) وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ( والشهوة طلب النفس اللذّة، نظيرها قوله ) وَفِيها ما تَشْتَهِي الأنْفُسُ وَتَلَذّ الأعْيُنَ (.
الأنبياء :( ١٠٣ ) لا يحزنهم الفزع.....
) لا يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأكْبَر ( وقرأ أبو جعفر بضمّ الياء وكسر الزاي، والباقون : بفتح الياء وضمّ الزاي، واختلفوا في الفزع الأكبر، فقال ابن عباس : النفخة الآخرة، دليله قوله سبحانه ) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ اَتَوْهُ داخِريِن (.
وقال الحسن : حين يؤمر بالعبد إلى النار.
سعيد بن جبير والضحّاك : إذا أُطبقت على أهل النار.
ابن جريج : حين يذبح الموت على صورة كبش أملح على الأعراف والفريقان ينظران فينادى : يا أهل الجنّة خلود فلا موت، ويا أهل النّار خلود فلا موت.
ذو النون المصري : هو القطيعة والهجران والفِراق.
) وَتَتَلَقاهُم ( تستقبلهم ) المَلائِكَةُ ( على أبواب الجنة يهنّونهم ويقولون لهم ) هذا يَومُكم الذي كنتم توعدون }
الأنبياء :( ١٠٤ ) يوم نطوي السماء.....
) يوم نطوي السماء ( قرأ أبو جعفر تُطوى السماء بضم التاء والهمزة على المجهول، وقرأ الباقون بالنون السماء نصب ) كَطَيّ السجل للكتب ( قرأ أهل الكوفة على الجمع، غيرهم : للكتاب على الواحد واختلفوا في السجلّ، فقال ابن عمر و السدىّ : السجل : ملك يكتب أعمال العباد فإذا صعد بالاستِغفار قال الله سبحانه : أُكتبها نوراً.
وقال ابن عباس ومجاهد : هو الصحيفة، واللام في قوله للكتب بمعنى على تأويلها كطىّ الصحيفة على مكتوبها.
وروى أبو الجوزاء وعكرمة عن ابن عباس أنّ السجلّ اسم كاتب لرسول الله، وهذا قول غير قوي لأنّ كتّاب رسول الله كانوا معروفين وقد ذكرتهم في كتاب ( الربيع )، والسجلّ اسم مشتقّ من المساجلة وهي المكاتبة، وأصلها من السجل وهو الدلو، يقال : سجلت الرجل إذا نزعت دلواً ونزع دلواً ثم استعيرت فسميت المكاتبة والمراجعة مساجلة، قال الشاعر :