" صفحة رقم ٣١٣ "
وقال ابن عباس : يقول : نهلك كلّ شيء كما كان أول مرّة، وقيل : كما بدأناه من الماء نعيده من التراب.
) وعداً علينا ( نصب على المصدر يعني وعدناه وعداً علينا ) إنّا كنّا فاعلين ( يعني الإعادة والبعث.
الأنبياء :( ١٠٥ ) ولقد كتبنا في.....
) ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ( قرأ الأعمش وحمزة : الزبور بضم الزاي، وغيرهما يقرؤون بالنصب وهو بمعنى المزبور كالحلوب والركوب، يقال : زبرت الكتاب وذبرته إذا كتبته، واختلفوا في معنى الزبور في هذه الآية، فقال سعيد بن جبير ومجاهد وابن زيد : عنى بالزبور الكتب المنزلة وبالذكر أُمّ الكتاب الذي عنده.
وقال ابن عباس والضحّاك : الذكر التوراة والزبور الكتب المنزلة من بعد التوراة.
وقال الشعبي : الزبور كتاب داود والذكر التوراة.
وقال بعضهم : الزبور زبور داود والذكر القرآن، وبعد بمعنى قبل كقوله ) وَكانَ وَرآءَهمُ مَلِكٌ ( أي أمامهم، وقوله ) والأرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ( أي قبل ذلك
) إنّ الأرض ( يعني أرض الجنّة ) يرثها عبادي الصالحون ( يعني أُمة محمد ( عليه السلام ) قاله مجاهد وأبو العالية، ودليل هذا التأويل قوله ) وَقالوا الحَمْدُ للهِ الّذي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَاَوْرَثَنا الأرْضَ (.
وقال ابن عباس : أراد أنّ الأرضَ في الدُنيا تصير للمؤمنين، وهذا حكم من الله سبحانه بإظهار الدّين وإعزازِ المسلمين وقهر الكافرين.
قال وهب : قرأت في عدّة من كتب الله أنّ الله عزّ وجلّ قال : إنّي لأُورث الأرض عبادي الصالحين من أُمة محمد ( ﷺ )
الأنبياء :( ١٠٦ ) إن في هذا.....
) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً ( وصولاً إلى البغية، من اتّبع القرآن وعمل به وصل إلى ما يرجو من الثواب، فالقرآن زاد الجنة كبلاغ المسافر.
) لِقَوْم عَابِدِينَ ( أي مؤمنين يعبدون الله سبحانه وتعالى.
وقال ابن عباس : عالمين، وقال كعب الأحبار : هم أُمّة محمد أهل الصلوات الخمس وشهر رمضان، سمّاهم الله سبحانه وتعالى عابدين.