" صفحة رقم ٤٠ "
فإنما عند الله من الثواب لكم على الوفاء بذلك ) خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( فصل ما بين العوضين ثمّ بين ذلك
النحل :( ٩٦ ) ما عندكم ينفد.....
) مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاق وَلَنَجْزِيَنَّ ( بالنون عاصم. الباقون بالياء.
) الَّذِينَ صَبَرُوا ( على الوفاء في السرّاء والضراء ) أجْرَهُمْ بِأحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( دون أسوأها ويغفر سيئاتهم بفضله
النحل :( ٩٧ ) من عمل صالحا.....
) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَر أوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ( اختلفوا فيها :
فقال سعيد بن جبير وعطاء والضحاك : هي الرزق الحلال، وهو رواية ابن أبي مالك وأبي الربيع عن ابن عبّاس.
وقال الحسن وعلي وزيد و وهب بن منبّه : هي القناعة والرضا بما قسم الله، وهذه رواية عكرمة عن ابن عبّاس.
وقال مقاتل بن حيان : يعني أحسن في الطاعة، وهي رواية عبيد بن سليم عن الضحاك، فقال : من يعمل صالحاً وهو مؤمن في فاقة أو ميسرة فحياة طيبة. ومن أعرض عن ذكر الله فلم يؤمن ولم يعمل عملاً صالحاً فمعيشة ضنك لا خير فيها.
أبو بكر الوراق : هي حلاوة الطاعة.
الوالبي عن ابن عبّاس : هي السعادة، مجاهد وقتادة وابن زيد : هي الجنة، ومثله روي عن الحسن وقال : لا تطيب الحياة لأحد إلاّ في الجنة.
) ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أجْرَهُمْ بِأحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (.
قال أبو صالح : جلس ناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الأوثان، فقال هؤلاء : نحن أفضل، وقال هؤلاء : نحن أفضل، فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية
النحل :( ٩٨ ) فإذا قرأت القرآن.....
) فَإذَا قَرَأتَ القُرْآنَ ( يعني فإذا كنت قارئاً للقرآن ) فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (.
قال محمّد بن جرير، وقال الآخرون : مجازه : فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ، كقوله :) إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا ( الآية، أي الطهارة مقدمة على الصلاة، وقوله :) وإذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ( معناها وإذا أردتم تطليق النساء لأنه محال أن يأمرهم بالتطليق المعين بعد ما مضى التطليق. وأما حكم الآية : فاعلم أن الاستعاذة عند قراءة القرآن مستحبة في الصلاة وغير الصلاة، هذا قول جماعة الفقهاء إلاّ مالكاً، فإنه لا يتعوذ إلاّ في قيام رمضان، واحتج بما روي أن النبي ( ﷺ ) كان يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين، وإنما تأويل هذا


الصفحة التالية
Icon