" صفحة رقم ٤٣ "
ِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَاكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( ٢
النحل :( ١٠١ ) وإذا بدلنا آية.....
) وَإذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَة ( يعني وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكماً آخر، ) وَاللهُ أعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ( فيما يغيّر ويبدل أعلم بما هو أصلح لخلقه فيما عدّل من أحكامه ) قَالُوا إنَّمَا أنْتَ ( يا محمّد ) مُفْتَر ( وذلك أن المشركين قالوا : إن محمداً يسجد بأصحابه يأمرهم اليوم ويأمّرهم غداً ويأتيهم بما هو أهون عليهم، وما هو إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه.
قال الله :) بَلْ أكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( حقيقة القرآن وبيان الناسخ والمنسوخ من الأحكام
النحل :( ١٠٢ ) قل نزله روح.....
) قُلْ نَزَّلَهُ ( يعني القرآن ) رُوحُ القُدُسِ ( جبرئيل ) مِنْ رَبِّكَ بِالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ( تثبيتاً للمؤمنين وتقوية لإيمانهم (...... ) تصديقاً ويقيناً ) وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
النحل :( ١٠٣ ) ولقد نعلم أنهم.....
) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ( آدمي وما هو من عند الله، واختلف العلماء في هذا البشر من هو :
قال ابن عبّاس : كان قيناً بمكة اسمه بلعام وكان نصرانياً يسمى اللسان وكان المشركون يرون رسول الله ( ﷺ ) يدخل عليه ويخرج منه فقالوا : إنما يعلمه بلعام، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال عكرمة وقتادة : كان النبي ( ﷺ ) يقرّي غلاماً لبني المغيرة يقال له يعيش وكان يقرأ الكتب، ( فقالوا ) : إنما يعلمه يعيش فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الفراء : قال المشركون إنما يتعلّم محمّد عن مملوك كان لحويطب بن عبد العزى وكان قد أسلم فحسن إسلامه وكان أعجمي فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن إسحاق : كان رسول الله ( ﷺ ) فيما بلغني كثيراً ما يجلس عند المروة إلى غلام رومي نصراني، يقال له : خير، عبد لبعض بني الحضرمي وكان يقرأ الكتب.
وقال المشركون : والله ما يعلم محمداً كثيراً ما يأتي به إلاّ خير النصراني، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال طلحة بن عمر : بلغني أن خديجة خ كانت تختلف إلى خير فكانت قريش تقول : إن عبد بني الحضرمي يعلّم خديجة وخديجة، تعلّم محمّداً فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال عبيد الله بن مسلم الحضرمي : كان لنا عبدان من أهل ( عين التمر ) يقال لأحدهما


الصفحة التالية
Icon