" صفحة رقم ٤٥ "
قال :( لا، قال الله ) إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون بالله ( ).
وروى ( سهيل ) بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : سمعت أبا بكر يقول : إيّاكم والكذب فإن الكذب مجانب الإيمان.
النحل :( ١٠٦ ) من كفر بالله.....
) مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إيمَانِهِ ( إختلف النحاة في العامل في ( من ) في قوله ( من كفر ) ومن يؤله ولكن من شرح بالكفر صدراً.
فقال نحاة الكوفة : جوابهما جميعاً في قوله :) فعليهم غضب ( إنمّا هذان جزءان إن إجتمعا أحدهما منعقد بالآخر فجوابهما واحد، كقول القائل : من يأتنا فمن يحسن نكرمه، بمعنى من يحسن ممن يأتينا نكرمه.
وقال أهل البصرة : بل قوله ( من كفر ) مرفوع بالرد على الذي في قوله ) إنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ ( ومعنى الكلام : إنما يفتري الكذب من كفر بالله من بعد إيمانه، ثمّ استثنى فقال ) إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ (.
قال ابن عبّاس : نزلت هذه الآية في عمار وذلك، أن المشركين أخذوه وأباه ياسر وأُمه سمية وصهيباً وبلالاً وخباباً وسالماً فعذبوهم، فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجيء قلبها بحربة، وقيل : لما أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل زوجها ياسر، وهما أول قتيلين في الاسلام رحمة الله ورضوانه عليهما، وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً.
قال قتادة : أخذ بنو المغيرة عماراً وغطوه في بئر مصون وقالوا له : أكفر بمحمد ( ولم يتعمد ) ذلك وقلبه كان مطمئناً فأُخبر رسول الله ( ﷺ ) بأن عماراً كفر. فقال :( كلا إن عماراً ملىء إيماناً من قرنه إلى قدمه وإختلط الايمان بلحمه ودمه ).
فأتى عمار رسول الله ( ﷺ ) وهو يبكي، فجعل رسول الله ( ﷺ ) يمسح عينيه، وقال :( مالك إن عادوا لك فعدلهم بما قلت ).
فأنزل الله هذه الآية.
وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في ناس من أهل مكة آمنوا، فكتب إليهم بعض أصحاب محمّد : إن هاجروا إلينا فإنا ( لا نرى أنكم ) منّا حتّى تهاجروا الينا، فخرجوا يريدون المدينة فأدركهم قريش بالطريق ففتنوهم فكفروا كارهين.
وروى ابن عون عن محمّد بن سيرين قال : تحدثنا أن هذه الآية نزلت في شأن عياش بن