" صفحة رقم ٨٨ "
وقال أبو عمرو بن العلا : يعني بصرها.
قال الكسائي : هو من قول العرب أبصر النهار إذا أضاء وصار بحالة يبصرها.
وقال بعضهم : هو كقولهم :( رجل خبيث مخبث إذا كان أصحابه خبثاء ورجل مضعف إذا كانت دوابه ضعافاً فكذلك النهار مبصراً إذا كان أهله بصراء ).
) لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ ( إلى قوله ) فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا ( بينّاه تبييناً.
مقاتل بن علي عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول :( إن الله تعالى لما أبرم خلقه فلم يبق من خلقه غير آدم خلق شمساً من نور عرشه وقمراً فكانا جميعاً شمسان فأما ما كان في سابق علم الله أن يدعها شمساً فإنه خلقها مثل الدنيا ما بين مشارقها ومغاربها وأما ما كان في سابق علمه أن يطمسها فيحولها قمراً فخلقها دون الشمس من العظيم ولكن إنما يرى صغرهما من شدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض، فلو ترك الله الشمس والقمر كما خلقهما لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ولا كان يدرك الأجير إلى متى يعمل ومتى يأخذ أجره ولايدري الصائم إلى متى يصوم ومتى يفطر، ولا تدري المرأة كيف تعتد ولا يدري المسلمون متّى وقت صلاتهم ومتى وقت حجهم، ولا يدري الديان متّى يحل دينهم ولا تدري الناس متى يبذرون ويزرعون لمعاشهم ومتى يسكنون لراحة أبدانهم فكان الرب سبحانه أنظر لعباده وأرحم بهم فأرسل جبرائيل ( فأمّر ) جناحه على وجه القمر وهو يومئذ شمس فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور، فذلك قوله تعالى ) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ( ( والسواد ) الذي ترونه في جوف القمر يشبه الخطوط، فهو أثر المحو.
الإسراء :( ١٣ ) وكل إنسان ألزمناه.....
) وَكُلَّ إنسَان ألْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ( قال ابن عباس : وما قدر عليه ( من خير وشر ) فهو ملازمه أينما كان.
الكلبي ومقاتل : خيره وشره معه لايفارقه حتّى يحاسب به ( وتلا الحسن :) عن اليمين وعن الشمال قعيد ( ) ثمّ قال يا بن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان أحدهما عن يمينك والآخر ( عن يسارك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذين عن شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً )


الصفحة التالية
Icon