" صفحة رقم ٩٦ "
وقال مجاهد : لو أنفق إنسان ماله كله في ( الحق ما كان ) تبذيراً، فلو أنفق يدا في باطل كان تبذيراً به.
وقال شعيب : كنت أمشي مع أبي إسحاق في طريق الكوفة، فأتى على دار تبنى بجص وآجر فقال : هذا التبذير في قول عبد الله : إنفاق المال في غير حقه.
الإسراء :( ٢٧ ) إن المبذرين كانوا.....
) إنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ( أولياؤهم وأعوانهم، والعرب تقول : لكل ( من يلزم ) سنّة قوم وتابع أمرهم هو أخوهم ) وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ( جحود النعمة.
الإسراء :( ٢٨ ) وإما تعرضن عنهم.....
) وَإمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ( الآية نزلت في منجع وبلال وصهيب وسالم وخباب، كانوا يسألون النبي ( ﷺ ) في الأحايين ما يحتاجون إليه ولا يجد لهم متسعاً، فيعرض عنهم حياءً منهم فأنزل الله عزّ وجلّ ) وَإمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ( يعني وإن تعرض عن هؤلاء الذين أمرتك أن تؤتيهم حقوقهم عند مسألتهم إياك مالا يجد إليه سبيلاً حياءً منهم.
) ابْتِغَاءَ رَحْمَة مِنْ رَبِّكَ ( ابتغاء رزق من الله ) تَرْجُوهَا ( أن يأتيك ) فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً ( ليّناً وعدهم وعداً جميلاً
الإسراء :( ٢٩ ) ولا تجعل يدك.....
) وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً ( الآية.
قال جابر بن عبد الله : بينما رسول الله ( ﷺ ) قاعد فيما بين الصحابة أتاه صبي فقال : يا رسول الله إن أمي تستكسيك درعاً، ولم يكن عند رسول الله ( ﷺ ) إلاّ قميصه، فقال الصبي : من ساعة إلى ساعة يظهر يعد وقتاً آخر، فعاد إلى أمه فقالت : قل له إن أمي تستكسيك الدرع الذي عليك، فدخل رسول الله ( ﷺ ) داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عرياناً، فأذن بلال للصلاة فأنتظروا فلم يخرج فشغل قلوب الصحابة فدخل عليه ( بعضهم فرآه ) عارياً فأنزل الله تعالى ) ولا تجعل يدك مغلولة إلَى عُنُقِكَ ( يعني ولا تمسك يدك عن النفقة في الحق، كالمشدودة يده على عنقه فلا يقدر على مدها والإعطاء.
) وَلا تَبْسُطْهَا ( بالعطاء ) كُلَّ البَسْطِ ( فتعطي جميع ما تملك ) فَتَقْعُدَ مَلُوماً ( يلومك سائلوك إذا لم تعطيهم ) مَحْسُوراً ( منقطعاً بك لا شيء عندك تنفقه، فقال : حسرته بالمسألة إذا ( أكلّته ) ودابة حسيرة إذا كانت كالة ( رازحة ) وحسير البصر إذا كل، قال الله ) ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير ( وقال قتادة : نادماً على ما سلف منك.


الصفحة التالية
Icon