" صفحة رقم ١٣٩ "
والرسّ في كلام العرب : كل محفور مثل البئر والمعدن والقبر ونحوها وجمعهُ رساس، قال الشاعر :
سبقت إلى فرط بأهل تنابلة
يحفرون الرساسا
وقال أبو عبيد : الرسّ : كلّ ركية لم تطو بالحجارة والآجر والخشب.
) وقروناً بين ذلك كثيراً }
الفرقان :( ٣٩ ) وكلا ضربنا له.....
) وكلاً ضربنا له الأمثال ( في إقامة الحجّة فلم نهلكهم إلاّ بعد الإعذار والإنذار ) وكلاً تبّرنا تتبيراً ( أهلكنا إهلاكاً، وقال المؤرخ : قال الأخفش : كسّرنا تكسيراً.
الفرقان :( ٤٠ ) ولقد أتوا على.....
) ولقد أتوا على القرية التي أُمطرت مطر السَّوء ( يعني الحجارة وهي قرية قوم لوط وكانت خمس قرى فأهلك الله سبحانه أربعاً وبقيت الخامسة، واسمها صغر وكان أهلها لا يعملون ذلك العمل الخبيث.
) أفلم يكونوا يرونها ( إذا مرّوا بها في أسفارهم فيعتبرون ويتذكروا. قال الله سبحانه ) بل كانوا لا يرجون ( يخافون ) نُشُورَاً ( بعثاً
الفرقان :( ٤١ ) وإذا رأوك إن.....
) وإذا رأوك إن يتّخذونك إلاّ هزوا ( نزلت في أبي جهل كان اذا مرَّ بأصحابه على رسول الله ( ﷺ ) قال مستهزئاً ) أهذا الذي بعثَ اللهُ رَسولاً }
الفرقان :( ٤٢ ) إن كاد ليضلنا.....
) إن كاد ليضلنا عن ألهتنا ( قد كاد يصدّنا عن عبادتها ) لولا أن صبرنا عليها ( لصرفنا عنها ) وسوف يَعلمون حين يرون العذاب من أضلّ سبيلاً ( وهذا وعيدٌ لهم
الفرقان :( ٤٣ ) أرأيت من اتخذ.....
) أرأيت من اتّخذ إلهه هويه ( وذلك أنّ الرجل من المشركين كان يعبد الحجر أو الصنم، فإن راى أحسن منه رمى به وأخذ الآخر فعبده، قال ابن عباس : الهوى إله يعبد من دون الله.
) أفأنت تكون عليه وكيلاً ( حفيظاً من الخروج إلى هذا الفساد، نسختها آية الجهاد
الفرقان :( ٤٤ ) أم تحسب أن.....
) أم تحسب أن أكثرهم يسمعون ( ما يقول : سماع طالب للإفهام ) أو يعقلون ( ما يعاينون من الحجج والأعلام ) إن هم ( ما هم ) إلاّ كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلاً ( لأنّ البهائم تهتدي لمراعيها ومشاربها وتنقاد لأربابها التي تعلفها وتعهدها، وهؤلاء الكفار لا يعرفون طريق الحق ولا يطيعون ربّهم الذي خلقهم ورزقهم.
الفرقان :( ٤٥ ) ألم تر إلى.....
) ألم تر إلى ربّك كيف مدّ الظل ( معناه ألم تر إلى مدِّ ربك الظل، وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وإنّما جعله ممدوداً لأنه لا شمس معه، كما قال في ظل الجنة ( وظلَ ممدود ) إذ لم يكن معه شمس، ) ولو شاء لجعله ساكناً ( دائماً ثابتاً لا يزول ولا تذهبه الشمس.
قال أبو عبيد : الظلّ ما نسخته الشمس وهو بالغداة والفيىء ما نسخ الشمس وهو بعد الزوال، سُمّي فيئاً لأنه من جانب المشرق إلى جانب المغرب ) ثم جعلنا الشمس عليه ( أي على


الصفحة التالية
Icon