" صفحة رقم ١٤٢ "
قال ابن عباس والضحاك ومقاتل : مرج البحرين أي خلع أحدهما على الآخر ) هذا عذبٌ فرات ( شديد العذوبة ) وهذا ملح أجاج ( شديد الملوحة ) وجعل بينهما برزخاً ( حاجزاً بقدرته وحكمته لئلاّ يختلطا ) وحجراً محجوراً ( ستراً ممنوعاً يمنعهما فلا يبغيان ولا يفسد الملح العذب.
الفرقان :( ٥٤ ) وهو الذي خلق.....
) وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ( قال علىّ بن أبي طالب : النسب ما لا يحلّ نكاحه، والصهر ما يحلّ نكاحه، وقال الضحّاك وقتادة ومقاتل : النسب سبعة والصهر خمسة، وقرأوا هذه الآية ) حرّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ( إلى آخرها.
أخبرني أبو عبد الله ( القسايني ) قال : أخبرنا أبو الحسن النصيبي القاضي قال : أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي قال : حدّثنا علي بن العباس المقانعي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين قال : حدّثنا محمد بن عمرو قال : حدّثنا حسين الأشقر قال : حدّثنا أبو قتيبة التيمي قال : سمعت ابن سيرين يقول في قول الله سبحانه وتعالى ) وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً ( قال : نزلت في النبي ( ﷺ ) وعلي بن أبي طالب، زوج فاطمة عليّاً وهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسباً وصهراً.
) وكان ربّك قديراً }
الفرقان :( ٥٥ ) ويعبدون من دون.....
) ويعبدون ( يعني هؤلاء المشركين ) من دون الله ما لا ينفعهم ( إن عبدوه ) ولا يضرّهم ( إن تركوه ) وكان الكافر على ربه ظهيراً ( أي معيناً للشيطان على ربّه، وقيل : معناه وكان الكافر على ربّه هيّناً ذليلاً من قول العرب : ظهرت به إذا جعلته خلف ظهرك فلم تتلفّت إليه.
الفرقان :( ٥٦ - ٥٧ ) وما أرسلناك إلا.....
) وما أرسلناك إلاّ مبشراً ونذيراً قل ما أسألكم عليه ( على تبليغ الوحي ) من أجر ( فيقولون : إنّما يطلب محمد أموالنا بما يدعونا إليه فلا نتّبعه كيلا نعطيه من أموالنا شيئاً ) إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلاً (.
قال أهل المعاني : هذا أمر الاستثناء المنقطع، مجازه لكن من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا بإنفاقه ماله في سبيله،
الفرقان :( ٥٨ ) وتوكل على الحي.....
) وتوكّل على الحيّ الذي لا يموت وسبّح بحمده ( أي اعبده وصلّ له شكراً منك له على نعمه، وقيل : احمده منزّهاً له عمّا لا يجوز في وصفه، وقيل : قل : سبحان الله والحمد لله ) وكفى به بذنوب عباده خبيراً ( فيجازيهم بها
الفرقان :( ٥٩ ) الذي خلق السماوات.....
) الذي ( في محل الخفض على نعت الحي ) خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيام ( فقال بينهما وقد جمع السموات لأنه أراد الصنفين والشيئين كقول القطامي :