" صفحة رقم ١٥٣ "
وقال بعضهم : أراد أئمة كما يقول القائل : أميرنا هؤلاء يعني أمراؤنا، وقال الله سبحانه عزّ وجلّ ) فإنّهم عدوّ لي (، وقال الشاعر :
يا عاذلاتي لا تزدن ملامتي
إنّ العواذل لسن لي بأمين
أي أمناء.
الفرقان :( ٧٥ ) أولئك يجزون الغرفة.....
) أُولئك يجزون الغرفة ( يثابون الدرجة الرفيعة في الجنة ) بما صبروا ( على أمر ربهم وطاعة نبيّهم، وقال الباقر : على الفقر.
) ويلقّون ( قرأ أهل الكوفة بفتح الياء وتخفيف القاف، واختاره أبو عبيد لقوله ) ولقّيهم نضرة وسروراً (.
الفرقان :( ٧٦ - ٧٧ ) خالدين فيها حسنت.....
) خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً قل ما يعبؤا بكم ربّي ( أي ما يصنع وما يفعل، عن مجاهد وابن زيد.
وقال أبو عبيد : يقال : ما عبأت به شيئاً أي لم أعدّه، فوجوده وعدمه سواء، مجازه : أي مقدار لكم، وأصل هذه الكلمة تهيئة الشيء يقال : عبّأت الجيش وعبأت الطيب أُعبّئه عبؤاً وعبواً إذا هيّأته وعملته، قال الشاعر :
كأن بنحره وبمنكبيه عبيراً بات يعبؤه عروس
) لولا دعاؤكُم ( إيّاه، وقيل : لولا عبادتكم، وقيل : لولا إيمانكم. واختلف العلماء في معنى هذه الآية فقال قوم : معناها قل ما يعبأ بخلقكم ربّي لولا عبادتكم وطاعتكم إيّاه، يعني أنّه خلقكم لعبادته نظيرها قوله سبحانه ) وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ( وهذا معنى قول ابن عباس ومجاهد، قال ابن عباس في رواية الوالبي : أخبر الله سبحانه الكفّار أنّه لا حاجة لربهم بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كان له بهم حاجة لحبّب إليهم الإيمان كما حبّب إلى المؤمنين.
وقال آخرون : قل ما يعبأ بعذابكم ربّي لولا دعاؤكم إيّاه في الشدائد، بيانه ) فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ( ونحوها من الآيات


الصفحة التالية
Icon