" صفحة رقم ١٦٢ "
وقيل : معناه كيف تمنُّ علي بالتربية وقد استعبدت قومي ؟ ومن أُهين قومه ذّل، فتعبيدك بني إسرائيل قد أحبط إحسانك إليَّ.
وقال الحسن : يقول : أخذت أموال بني إسرائيل وأنفقت منها عليَّ واتّخذتهم عبيداً.
وقوله سبحانه ) أن عبدّت بني إسرائيل ( أي اتّخذتهم عبيداً، يقال : عبّدته وأعبدته، وأنشد الفرّاء :
علام يعبّدني قومي وقد كثرتْ
فيهم أباعر ما شاؤوا وعبدان
وله وجهان : أحدهما : النصب بنزع الخافض مجازه : بتعبيدك بني إسرائيل
والثاني : الرفع على البدل من النعمة.
الشعراء :( ٢٣ ) قال فرعون وما.....
) قال فرعون وما ربُّ العالمين ( وأيّ شيء ربّ العالمين الذي تزعم أنّك رسوله إليَّ ؟
الشعراء :( ٢٤ ) قال رب السماوات.....
) قال ( موسى ( عليه السلام ) ) ربّ السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ( إنّه خلقها عن الكلبي.
وقال أهل المعاني : إن كنتم موقنين أي ما تعاينونه كما تعاينونه فكذلك فأيقنوا أنّ ربّنا هو ربّ السموات والأرض.
الشعراء :( ٢٥ ) قال لمن حوله.....
قال فرعون ( ) لمن حوله ( من أشراف قومه، قال ابن عباس : وكانوا خمسمائة رجل عليهم الأسورة محيلا لقوم موسى معجباً لقومه ) ألا تستمعون ( فقال موسى مفهماً لهم وملزماً للحجة عليهم
الشعراء :( ٢٦ - ٢٧ ) قال ربكم ورب.....
) ربّكم وَرَبُّ آبائكم الأولين قال ( فرعون ) إنَّ رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون ( يتكلّم بكلام لا يعقله ولا يعرف صحته.
الشعراء :( ٢٨ - ٢٩ ) قال رب المشرق.....
فقال موسى ) ربُّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ( فقال فرعون حين لزمته الحجّة وانقطع عن الجواب تكبّراً عن الحق وتمادياً في الغي ) لئن اتخذت إلاهاً غيري لأجعلنك من المسجونين ( المحبوسين.
قال الكلبي : وكان سجنه أشدّ من القتل ؛ لأنه كان يأخذ الرجل إذا سجنه فيطرحه في مكان وحدهُ فرداً لا يسمع ولا يبصر فيه شيئاً، يهوى به في الأرض.
الشعراء :( ٣٠ ) قال أولو جئتك.....
فقال له موسى حين توعدهُ بالسجن ) أولو جئتك بشيء مبين ( يبيّن صدق قولي، ومعنى الآية : أتفعل ذلك إنْ أتيتك بحجّة بيّنة، وإنما قال ذلك موسى لأن من أخلاق الناس السكون إلى الإنصاف والإجابة إلى الحق بعد البيان.
الشعراء :( ٣١ - ٣٢ ) قال فأت به.....
فقال له فرعون ) فأت به ( فإنّا لن نسجنك حينئذ ) إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا