" صفحة رقم ٢٣٠ "
َ شَيْء ( أي أحكم ( كلّ شيء، قتادة ) : أحسن. ) إنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ( قرأ أهل الكوفة ) تَفْعَلُون ( بالتاء. غيرهم بالياء، واختار أبو عبيدة بقوله :) أَتَوْهُ ( إنّما هو خبر عنهم
النمل :( ٨٩ ) من جاء بالحسنة.....
) مَن جَاءَ ( أي وافى الله ) بِالحَسَنة ( بالإيمان. قال أبو معشر : كان إبراهيم يحلف ما يستثني أنّ الحسنة : لا إلهَ إلاّ الله، قتادة : بالإخلاص.
وأخبرني الحسين بن محمد ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد ابن شنبه قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن منصور قال : حدّثنا سهل بن بشر قال : حدّثنا عبدالله بن سليمان قال : حدّثنا سعد بن سعيد قال : سمعت علي بن الحسين يقول : رجل غزا في سبيل الله، فكان إذا خلا المكان قال : لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شريك له، فبينما هو ذات يوم في أرض الروم في موضع في حلفاء وبرديّ رفع صوته يقول : لا إلهَ إلاّ الله وحده لا شريك له، خرج عليه رجل على فرس عليه ثياب بيض، فقال : يا عبدالله ما ذات قلت ؟ قال : قلت الذي سمعت، والذي نفسي بيده إنّها الكلمة التي قال الله عزّ وجل :) مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ (.
) فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذ آمِنُونَ ( وأخبرني أبو عبدالله محمّد بن عبدالله العباسي قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان ( النصيبي ببغداد ) قال : حدّثنا أبو بكر محمّد ابن الحسين السبيعي بحلب قال : حدّثني الحسين بن إبراهيم الجصّاص قال : أخبرنا حسين بن الحكم قال : حدّثنا اسماعيل بن أبان، عن ( فضيل ) بن الزبير، عن أبي داود السبيعي، عن أبي عبدالله الهذلي قال : دخلت على علي بن أبي طالب ح، فقال : يا عبدالله ألا أنبّئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنّة، والسيّئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار، ولم يقبل معها عمل ؟
قلت : بلى، قال : الحسنة حُبّنا والسيّئة بُغضنا ) فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ( أي فله من هذه الحسنة خير يوم القيامة، وهو الثواب والأمن من العذاب، قال ابن عباس :) فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ( أي فمنها يصل إليه الخير، الحسن : معناه له منها خير، عكرمة وابن جريج : أمّا أن يكون له خير من الإيمان فلا، وإنّه ليس شيء خير من لا إله إلاّ الله ولكن له منها خير، وعن ابن عباس أيضاً ) فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ( يعني الثواب لأنّ الطاعة فعل العبد والثواب فعل الله سبحانه.
وقيل : هو إنّ الله عزّ وجل يقبل إيمانه وحسناته، وقبول الله سبحانه خيرٌ من عمل العبد، وقيل :) فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا ( يعني رضوان الله سبحانه، قال الله تعالى :) وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَر (.
وقال محمّد بن كعب وعبدالرحمن بن زيد ) فله خيرٌ منها ( يعني الإضعاف، أعطاء الله


الصفحة التالية
Icon