" صفحة رقم ٢٤١ "
سبيله، فقال : إنّما أخذه ليحمل الحطب إلى مطبخ أبيك، فنازع أحدهما صاحبه، فقال الفرعوني لموسى : لقد هممت إلى أن أحمله عليك.
وكان موسى قد أوتي بسطة في الخلق وشدة في القوة والبطش، ) فوكزه موسى ( بجمع كفّه ولم يتعمد قتله، قال الفرّاء وأبو عبيدة : الوكز : الدفع بأطراف الأصابع، وفي مصحف عبد الله ( فنكزه ) بالنون، والوكز واللكز والنكز واحد، ومعناها : الدفع، ) فقضى عليه ( أي قتله وفرغ من أمره، وكلّ شيء فرغت منه فقد قضيته، وقضيت عليه، قال الشاعر :
أيقايسون وقد رأوا حفاثهم
قد عضّه فقضى عليه الأشجع
أي قتله.
فلمّا قتله موسى ندم على قتله، وقال : لم أومر بذلك ثم دفنه ) في الرمل ) ) قال هذا من عمل الشيطان إنّه عدوّ مضل مبين }
القصص :( ١٦ - ١٧ ) قال رب إني.....
) وقال ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنّه هو الغفور الرحيم قال ربّ بما أنعمت عليّ ( بالمغفرة فلم تعاقبني ) فلن أكون ظهيراً ( عوناً ونصيراً ) للمجرمين ( قال ابن عباس : لم يستثن فابتلى، قال قتادة : يعني فلن أعين بعدها على خطيئة، أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن خالد، قال : حدّثنا داود بن سليمان، قال : أخبرنا عبد بن حميد، قال : حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن سلمة بن نبيط قال : بعث بعض الأمراء وهو عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك بعطاء أهل بخارى، وقال : أعطهم، فقال : اعفني، فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه، فقال له بعض أصحابه : وأنت لا ) ترزأ ) شيئاً، فقال : لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم.
وبه عن عبد الله قال : حدّثنا يعلى، قال حدّثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي قال : قلت لعطاء بن أبي رياح : إنّ لي أخاً يأخذ بقلمه، وإنّما يكتب ما يدخل وما يخرج، قال : أخذ بقلمه كان ذلك غنىً وإن تركه احتاج، وصار عليه دَين وله عيال، فقال : من الرأس ؟ قلت : خالد بن عبد الله، قال : اما تقرأ ما قال العبد الصالح : رب بما أنعمت عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين، فلا يعينهم فإن الله تعالى سيغنيه.
القصص :( ١٨ ) فأصبح في المدينة.....
) فأصبح في المدينة خائفاً ( من قتله القبطي أن يؤخذ فيُقتل به، ) يترقّب ( ينتظر الأخبار، ) فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ( يستغيثه، وأصل ذلك من الصراخ، كما يقال : قال بني فلان : يا صاحباً.


الصفحة التالية
Icon