" صفحة رقم ٢٥٠ "
٢ ( ) فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَى بِئَايَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَاذَا فِىءَابَآئِنَا الاَْوَّلِينَ وَقَالَ مُوسَى رَبِّىأَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ياأَيُّهَا الْملاَُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَاهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى ياَهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّى صَرْحاً لَّعَلِّىأَطَّلِعُ إِلَى إِلَاهِ مُوسَى وَإِنِّى لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى الاَْرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِى الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُم فِى هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاُْولَى بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( ٢
القصص :( ٣٦ ) فلما جاءهم موسى.....
) فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّنات قالوا ما هذا إلاّ سحرٌ مفترىً وما سمعنا بهذا ( الذي تدعونا إليه ) في آبائنا الأوّلين (
القصص :( ٣٧ ) وقال موسى ربي.....
) وقال موسى ( قراءة العامة بالواو، وقرأ أهل مكة بغير واو، وكذلك هو في مصاحفهم ) ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ( بالمحق من المبطل ) ومن تكون له ( ( قرأ ) بالياء أهل الكوفة والباقون بالتاء. ) عاقبة الدار ( أي العقبى المحمودة في الدار الآخرة ) إنّه لا يفلح الظالمون ( لا ينجح الكافرون.
القصص :( ٣٨ ) وقال فرعون يا.....
) وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين ( فاطبخ لي الآجر، وقيل : إنّه أول من اتخذ الآجر وبنى به.
قال أهل التفسير : لمّا أمر فرعون وزيره هامان ببناء الصرح، جمع هامان العمال والفعلة حتى اجتمع خمسون ألف بنّاء سوى الأتباع والأُجَراء ومن يطبخ الآجر والجص، وينجر الخشب والأبواب، ويضرب المسامير، فرفعوه وشيّدوه حتى ارتفع ارتفاعاً لم يبلغه بنيان أحد من الخلق منذ خلق الله السموات والأرض، أراد الله سبحانه أن يفتنهم فيه، فلمّا فرغوا منه ارتقى فرعون فوقه، فأمر بنشابه فرمى بها نحو السماء، فردّت إليه وهي ملطّخة دماً.
فقال : قد قتلتُ إله موسى، قالوا : لو كان فرعون يصعده على البراذين، فبعث الله سبحانه جبريل ( عليه السلام ) ( عند ) غروب الشمس، فضربه بجناحه فقطعه ثلاث قطع، فوقعت قطعة منها على عسكر فرعون فقتلت منهم ألف رجل، ووقعت قطعة منها في البحر، وقطعة في المغرب، ولم يبق أحد ممن عمل فيه بشيء إلاّ هلك، فذلك قوله تعالى :) فأوقد لي يا هامان على الطين (، ) فاجعل لي صرحاً ( قصراً ) لعلي أطّلع إلى إله موسى ( أنظر إليه وأقف على حاله.


الصفحة التالية
Icon