" صفحة رقم ٣١٤ "
لقمان :( ١٦ ) يا بني إنها.....
) يَبُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل ( قال بعض النحاة : هذه الكناية راجعة إلى الخطيئة والمعصية، يعني : إنَّ المعصية إنْ تَكُ. يدلّ عليه قول مقاتل : قال أنعم بن لقمان لأبيه : يا أبة إنْ عملت بالخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله ؟ فقال له : يا بُني إنّها إنْ تَكُ. وقال آخرون : هذه الهاء عماد، وإنّما أنّث لإنّه ذهب بها إلى الحبّة، كقول الشاعر :
ويشرق بالقول الذي قد اذعته
كما شرقت صدر القناة من الدم
ويرفع المثقال وينصب، فالنّصب على خبر كان والرّفع على اسمها ومجازه : إنْ تقع وحينئذ لا خبر له :) فَتَكُنْ فِي صَخْرَة ( قال قتادة : في جبل، وقال ابن عبّاس : هي صخرة تحت الأرضين السبع وهي التي يكتب فيها أعمال الفجّار، وخضرة السماء منها، وقال السدي : خلق الله الأرض على حوت وهو النون الذي ذكره الله عزّ وجلّ في القرآن ) ن وَالقَلَمِ ( والحوت في الماء، والماء على ظهر صفاة، والصفاة على ظهر ملك والملك، على صخرة، وهي الصخرة التي ذكر لقمان ليست في السماء ولا في الأرض، والصخرة على الرّيح.
) أَوْ فِي السَّماوَاتِ أَوْ فِي الاْرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ ( باستخراجها ) خَبِيرٌ ( عالم بمكانها. ورأيت في بعض الكتب أنّ لقمان ( عليه السلام ) قال لابنه : يا بُني ) إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّة.. ( إلى آخر الآية. فانفطر من هيبة هذه الكلمة فمات فكانت آخر حكمته.
لقمان :( ١٧ ) يا بني أقم.....
قوله :) يابُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاْمُورِ (
أي الأُمور الواجبة التي أمر الله بها، وقال ابن عبّاس : حزم الأُمور. مقاتل : حقّ الأُمور.
لقمان :( ١٨ ) ولا تصعر خدك.....
) وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ( قرأ النخعي ونافع وأبو عمرو وابن محيص ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي تصاعر بالألف.
أخبرني أبو عبدالله بن فنجويه قال : أخبرني أبو حبش قال أبو القاسم بن الفضل قال أبو زرعة : حدّثني نضر بن علي قال : أخبرني أبي عن معلى الورّاق عن عاصم الجحدري ) وَلاَ تُصْعِرْ خَدَّكَ ( بضم التاء وجزم الصاد من أصعر. الباقون ) تُصَعِّرْ ( من التّصعير. قال ابن عبّاس : يقول لا تتكبّر فتحقر الناس وتعرض عنهم بوجهك إذا كلّموك. مجاهد : هو الرجل يكون بينه وبينك إحنة فتلقاه فيعرض عنك بوجهه. عكرمة : هو الذي إذا سُلّم عليه لوى عنقه تكبّراً. الربيع وقتادة : لا تحقّر الفقراء، ليكن الفقير والغني عندك سواء.
عطاء : هو الذي يلوي شِدقه. أخبرنا عبدالله بن حامد، عن حامد بن محمد، عن محمد