" صفحة رقم ٣٢٢ "
أقلاماً ) وَالْبَحْرُ ( بالنصب ابن أبي إسحاق وأبو عمرو ويعقوب. غيرهم بالرّفع، وحجّتهم : قراءة عبدالله وبحر ) يَمُدُّه ( أي يزيده وينصب عليه ) مِنْ بَعْدِهِ ( من خلفه ) سَبْعَةُ أَبْحُر مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ ( وفي هذه الآية اختصار تقديرها : ولو أنَّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدُّهُ من بعده سبعة أبحر يكتب بها كلام الله ما نفدت كلمات الله، وهذه الآية تقتضي أنّ كلامه غير مخلوق ؛ لأنّه لا نهاية له ولما يتعلّق به من معناه فهو غير مخلوق.
) إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( هذه الآية على قول عطاء بن يسار : مدنيّة، قال : نزلت بعد الهجرة كما حكينا. وعلى قول غيره : مكّيّة، قالوا : إنّما أمرَ اليهود وفد قريش أنْ يسألوا رسول الله ( ﷺ ) عنه ويقولوا له ذلك وهو بعد بمكّة، والله أعلم.
لقمان :( ٢٨ ) ما خلقكم ولا.....
قوله :) مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْس وَاحِدَة ( يعني إلاّ كخلق نفس واحدة وبعثها لا يتعذر عليه شيء وهذا كقوله :) تَدُورُ أعيُنَهُم كَالّذِي يَغْشَى عَلَيهِ مِنَ المَوت ( أي كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت.
) إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
لقمان :( ٢٩ - ٣٠ ) ألم تر أن.....
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَل مُسَمّىً وَأَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ذَلِكَ ( الذي ذكرتُ لتعلموا :) بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِىُّ الْكَبِيرُ }
لقمان :( ٣١ ) ألم تر أن.....
) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللهِ ( برحمة الله، ) لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِكُلِّ صَبَّار ( على أمر الله ) شَكُور ( على نِعَمِهِ. قال أهل المعاني : أراد لكلّ مؤمن، لأنّ الصّبر والشكر من أفضل خصال المؤمنين.
لقمان :( ٣٢ ) وإذا غشيهم موج.....
) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ ( قال مقاتل : كالجبال. وقال الكلبي : كالسحاب ( وَالظُّلَلِ ) جمع ظلّه شَبَّهَ الموجَ بها في كثرتها وارتفاعها كقول النّابغة في صفة بحر :
يماشيهن أخضر ذو ظلال
على حافاته فلق الدنان.
وإنّما شبّه الموج وهو واحد بالظلل وهي جمع، لاِنَّ الموج يأتي شيء بعد شيء ويركب بعضه بعضاً كالظلل. وقيل : هو بمعنى الجمع، وإنّما لم يجمع لأنّه مصدر، وأصله من الحركة والازدحام.
) دَعَوْا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ( قال ابن عبّاس : موف بما عاهد الله عليه في البحر. ابن كيسان : مؤمن. مجاهد : مقتصد في القول مضمر للكفر. الكلبي : مقتصد في القول من الكفّار لأنَّ بعضهم أشدّ قولاً وأغلى في الافتراء من بعض. ابن