" صفحة رقم ٥٢ "
تدبرون وتستأخرون وترجعون القهقرى، مكذّبين بها كارهين لها
المؤمنون :( ٦٧ ) مستكبرين به سامرا.....
) مستكبرين به ( أي بالحرم تقولون : لا يظهر علينا أحد لأنّا أهل الحرم، وهو كناية عن غير مذكور ) سامراً ( نصب على الحال يعني أنّهم يسمرون بالليل في مجالسهم حول االبيت، ووحّد سامراً وهو بمعنى السمّار لأنّه وضع موضع الوقت، أراد : تهجرون ليلاً، كقول الشاعر :
من دونهم إنْ جئتهم سمراً
عزف القيان ومجلس غمر
فقال : سمراً لأن معناه : إنْ جئتهم ليلاً وهم يسمرون، وقيل : واحد ومعناه الجمع كما قال ) ثمّ يخرجكم طفلاً ( ونحوه.
) تهجرون ( قرأ نافع بضم التاء وكسر الجيم أي تفحشون وتقولون الخنا، يقال اهجر الرجل في كلامه أي أفحش، وذكر أنّهم كانوا يسبّون رسول الله ( ﷺ ) وأصحابه، وقرأ الآخرون بفتح التاء وضم الجيم ولها وجهان :
أحدهما : تعرضون عن رسول الله ( ﷺ ) والقرآن والإيمان وترفضونها.
والآخر : يقولون سوءاً وما لا يعلمون، من قولهم : هجر الرجل في منامه إذا هذى.
المؤمنون :( ٦٨ ) أفلم يدبروا القول.....
) أفلم يدّبروا ( يتدبّروا ) القول ( القرآن ) أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ( فأنكروه وأعرضوا عنه، ويحتمل أن يكون أم بمعنى بل، يعني : بل جاءهم ما لم يأتِ آباءهم الأولين فكذلك أنكروه ولم يؤمنوا به، وروي هذا القول عن ابن عباس.
المؤمنون :( ٦٩ ) أم لم يعرفوا.....
) أم لم يعرفوا رسولهم ( محمداً وأنّه من أهل الصدق والأُمانة. ) فهم له منكرون }
المؤمنون :( ٧٠ ) أم يقولون به.....
) أم يقولون به جنّةٌ ( جنون، كذبوا في ذلك فإن المجنون يهذي ويقول ما لا يعقل ولا معنى له، ) بل ( محمد ) جاءهم بالحق ( بالقول الذي لا يخفى صحته وحسنه على عاقل ) وأكثرهُم للحق كارهون }
المؤمنون :( ٧١ ) ولو اتبع الحق.....
) ولو اتبع الحقُ ( يعني الله سبحانه ) أهواءهم ( مرادهم فيما يفعل ) لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم ( ببيانهم وشرفهم يعني القرآن.
) فهم عن ذكرهم معرضون }
المؤمنون :( ٧٢ ) أم تسألهم خرجا.....
) أم تسئلهم ( على ما جئتهم به ) خرجاً ( أجراً وجعلاً وأصل الخرج والخراج الغلّة والضريبة والأتاوة كخراج العبد والأرض.
وقال النضر بن شميل : سألت أبا عمرو بن العلاء عن الفرق بين الخرج والخراج فقال : الخراج ما لزمك ووجب عليك أداؤه، والخرج ما تبرّعت به من غير وجوب.
قال الله سبحانه :) فخراج ربّك ( رزقه وثوابه ) خير وهو خير الرازقين }
المؤمنون :( ٧٣ ) وإنك لتدعوهم إلى.....
) وإنّك لتدعوهم إلى صراط مستقيم ( وهو الإسلام.


الصفحة التالية
Icon