" صفحة رقم ٥٦ "
وقال بعضهم : هذه المسألة إنما كانت منهم للملائكة الذين يقبضون روحه، وإنما ابتدأ الكلام بخطاب الله سبحانه لأنهم استغاثوا أولاً بالله سبحانه ثم رجعوا إلى مسألة الملائكة الرجوع إلى الدنيا.
المؤمنون :( ١٠٠ ) لعلي أعمل صالحا.....
) لَعلِّي اعمل صالحاً فيما تركتُ ( صنعت ) كلاّ ( أي لا يرجع إليها، وهي كلمة ردع وزجر ) إنّها ( يعني سؤاله الرجعة ) كلمةٌ هو قائلها ( ولا ينالها.
روت عائشة عن النبي ( ﷺ ) قال :( إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا : نرجعك إلى الدنيا ؟ فيقول : إلى دار الهموم والأحزان ؟ بل قدما إلى الله عزَّ وجلّ، وأمّا الكافر فيقول ) ربّ ارجعون ( الآية ).
) ومن ورائهم ( أمامهم ) برزخ إلى يوم يبعثون ( أي حاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا عن مجاهد، ابن عباس : حجاب، السدّي : أجل، قتادة : بقيّة الدنيا، الضحّاك وابن زيد : ما بين الموت إلى البعث، أبو أمامة : القبر، وقيل : الإمهال لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما كانوا يفتخرون.
المؤمنون :( ١٠١ ) فإذا نفخ في.....
) فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (.
قال أبو العالية : هو كقوله ) ولا يُسئل حميم حميماً (.
وقال ابن جريج : معنى الآية لا يُسأل أحد يومئذ شيئاً بنسب ولا يتساءلون، لا يمتّ إليه برحم، واختلف المفسّرون في المراد بقوله ) فإذا نفخ في الصور ( أىّ النفختين عنى ؟ فقال ابن عباس : هي النفخة الأُولى.
أخبرني ابن فنجويه بقراءتي عليه قال : حدَّثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب قال : حدَّثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الرَّحْمن بن أبي عوف قال : حدَّثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحّراني قال : حدَّثنا محمد بن سلمة بن أبي عبد الرحيم قال : حدّثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس، قوله سبحانه ) فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ( فهذه في النفخة الاولى ) نفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ( ) فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ( ) ثم نفخ فيه أخرى فإذا


الصفحة التالية
Icon