" صفحة رقم ٥٩ "
) إنّهم هم الفائزون ( قرأ حمزة والكسائي : إنهم بكسر الألف على الاستيناف، والباقون : بفتحه على معنى لأنهم هم الفائزون، ويُحتمل أن يكون نصباً بوقوع الجزاء عليه أنّي جزيتهم اليوم الفوز بالجنة.
( ) قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا ءَاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ الرَاحِمِينَ ( ٢
المؤمنون :( ١١٢ - ١١٣ ) قال كم لبثتم.....
) قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم ( نَسُوا لعظيم ما هم فيه من العذاب مدّة مكثهم في الدنيا، وهذا توبيخ من الله تعالى لمنكري البعث وإلزام للحجّة عليهم.
قرأ حمزة والكسائي : قل كم، على الأمر، لأنّ في مصاحف أهل الكوفة قل بغير ألف، ومعنى الآية : قولوا كم لبثتم، فأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد والمراد به الجماعة إذ كان مفهوماً معناه، ويجوز أن يكون الخطاب لكلّ واحد منهم أي قل أيّها الكافر.
وقرأ الباقون : قال في الحرفين، وكذلك هما في مصاحفهم بالألف على معنى قال الله تعالى، وقرأ ابن كثير : قل كم، على الأمر، وقال : إن على الخبر وهي قراءة ظاهرة لأنّ الثانية جواب.
وقوله ) فسئل العادّين ( أي الحُسّاب عن قتادة، وقال مجاهد : هم الملائكة الذين يحفظون أعمال بني آدم ويحصونها عليهم.
المؤمنون :( ١١٤ ) قال إن لبثتم.....
) قال إن لبثتم ( في الدنيا ) إلاّ قليلاً لو أنّكم كنتم تعلمون ( قدر لبثكم فيها
المؤمنون :( ١١٥ ) أفحسبتم أنما خلقناكم.....
) أفحسبتُم أنما خلقناكم عَبَثاً ( أي لعباً وباطلاً لا لحكمة، والعبث : العمل لا لغرض، وهو نصب على الحال عن سيبويه وقطرب، مجازه : عابثين، أبو عبيد : على المصدر، بعض نحاة الكوفة : على الظرف أُي بالعبث، بعض نحاة البصرة : للعبث. ) وأنكم إلينا لا ترجَعُونَ (.
قال أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب ح :( يا أيّها الناس اتّقوا ربّكم فما خُلق امرؤ عبثاً فيلهو ولا أُهمل سُدىً فيلغو ).
وأخبرني محمد بن القاسم بقراءتي عليه قال : حدَّثنا أبو بكر محمد بن محمد بن نصر قال