" صفحة رقم ٧٥ "
الله سبحانه، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بالذنب ثمَّ تابَ تاب الله عليه.
قالت : فلمّا قضى رسول الله ( ﷺ ) مقالته قلص دمعي حتى ما أحسّ منه قطرة، فقلتُ لأبي : أجب عنّي رسول الله قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله ( ﷺ ) فقلتُ لأُمّي : أجيبي عنّي رسول الله ( ﷺ ) قالت : والله ما أدري ما أقول لرسول الله ( ﷺ ) فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيراً : إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا الأمر حتّى استقرّ في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة والله سبحانه وتعالى يعلم أني بريئة لتصدقونني، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلاّ كما قال أبو يوسف وما أحفظ اسمه : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
قالت : ثمَّ تحوّلت واضطجعت على فراشي، وأنا والله حينئذ أعلم أنّي بريئة وأن الله سبحانه مبرّئي ببراءتي ولكن، والله ماكنت أظنُّ أن ينزل في شأني وحي يُتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلّم الله فيَّ بأمر يُتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله ( ﷺ ) في النوم رؤيا يبرّئني الله بها.
قالت : فوالله مارام رسول الله ( ﷺ ) مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أُنزل الله سبحانه على نبيّه ( ﷺ ) فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى أنّه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل الوحي الذي أُنزل عليه.
قالت : فلمّا سُرِّي عن رسول الله ( ﷺ ) وهو يضحك، فكان أوّل كلمة تكلّم بها أن قال :( أبشري يا عائشة أما والله فقد برّأك ) فقالت لي أُمّي : قومي إليه فقلت : والله لا أقوم إليه ولا أحمدُ إلاّ الله سبحانه هو الذي أنزل براءتي.
قالت : فأنزل الله سبحانه ) انَّ الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم ( عشر آيات وأنزل الله سبحانه هذه الآية لبراءتي.
قالت : فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره : والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة، فأنزل الله سبحانه ) ولا يأتل أُولوا الفضل منكم والسعة ( إلى قوله ) ألا تحبّون أن يغفر الله لكم (.
فقال أبو بكرح : والله إني لأُحبّ أن يغفر اللّه لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال : لا أنزعها منه أبداً