" صفحة رقم ٨٩ "
) أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ( أي لم يكشفوا عن عورات النساء لجماعهن فيطّلعوا عليها، والطفل يكون واحداً وجمعاً.
) ولا يضربن بأرجُلهنّ ( يعني ولا يحرّكُنها إذا مشين ) ليعلم ما يخفينَ من زينتهنَّ ( يعني الخلخال والحلي ) وتوُبوا إلى الله جميعاً ( من التقصير الواقع في أمره ونهيه وقيل : معناه راجعوا طاعة الله فيما أمركم ونهاكم من الآداب المذكورة في هذه السورة.
٢ ( ) وَأَنْكِحُواْ الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمُتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَءَاتُوهُمْ مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِىءَاتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فِإِنَّ اللَّهِ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ( ٢
) أيها المؤمنون لعلكم تُفلحونَ (
النور :( ٣٢ ) وأنكحوا الأيامى منكم.....
) وأنكحوا الأيامى منكم ( أي زوّجوا أيها المؤمنون مَن لا زوج له من أحرار رجالكم ونسائكم ) والصالحين من عبادكم وإمائكم ( وقرأ الحسن : من عبيدكم، والأيامى جمع الأيّم وهو مَن لا زوج له من رجل وامرأة يقال : رجل أيّم وامرأة أيّم وأيّمة، والفعل منه أمت المرأة تأيم أيمة أيوماً، وتأيّمت تأيّماً، قال الشاعر :
ألم تر أنّ الله أظهر دينه
وسعد بباب القادسيّة معصم
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة
ونسوة سعد ليس منهن أيّم
وقال آخر :
فإن تنكحي أنكحْ وإنْ تتأيمّي
وإنْ كنت أفتى منكم أتأيّم
وفسّر بعض الفقهاء الآية على الحتم والإيجاب فأوجب النكاح على من استطاعه، وتأوّلها الباقون على الندب والاستحباب وهو الصحيح المشهور والذي عليه الجمهور.
قال الشافعي ح : واجب للرجل والمرأة أن يتزوّجا إذا تاقت أنفسهما إليه لأنَّ الله جلَّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه أمر به ورَضيه وندب إليه، وبلغنا أنّ النبّي ( ﷺ ) قال :( تناكحوا تكثروا فإنّي أُباهي بكم الأُمم حتى بالسقط ).