" صفحة رقم ١١٥ "
) وجاءكم النذير ( أي الرسول، وقال زيد بن علي : القرآن، وقال عكرمة وسفيان بن عيينة ووكيع والحسين بن الفضل : يعني الشيب، وفيه قيل :
رأيت الشيب من نُذُر المنايا
لصاحبها وحسبك من نذيرِ
فحدّ الشيبِ أُهبة ذي وقار
فلا خلفٌ يكون مع القتير
وقال آخر :
وقائلة تبيض والغواني
نوافر عن معاينة القتير
فقلت لها المشيب نذير عمري
ولستُ مسوداً وجه النذير
) فذوقوا ( أي العذاب ) فما للظالمين من نصير }
فاطر :( ٣٨ - ٤٠ ) إن الله عالم.....
) إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذاتِ الصدور هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلاّ مقتاً ( غضباً ) ولا يزيد الكافرين كفرهم إلاّ خساراً قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض ( أي في الأرض ) أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتاباً ( يأمرهم بذلك ) فهم على بينة منه (.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والأعمش وحمزة ) بينة ( على الواحد، وقرأ غيرهم ( بينات ) بالجمع، وهو اختيار أبي عبيد قال : لموافقة الخط. فإني قد رأيتها في بعض المصاحف بالألف والتاء. ) بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً إلاّ غروراً }
فاطر :( ٤١ ) إن الله يمسك.....
) إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحدً من بعده إنه كان حليماً غفوراً (، روى مغيرة عن إبراهيم قال : جاء من أصحاب عبد الله بن مسعود إلى كعب ليتعلم من علمه، فلما رجع قال عبد الله : هات الذي أصبت من كعب. قال : سمعت كعباً يقول : إنّ السماء تدور في قطبة مثل قطبة الرحا في عمود على منكب ملك. فقال عبد الله : وددت أنك انفلتّ من رحلتك براحلتك ورحلها، كذب كعب ما ترك يهوديته بعدُ، إنّ الله عز وجل يقول :) إنّ الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ( الآية، إن السماوات لاتدور، ولو كانت تدور لكانت قد زالت.
فاطر :( ٤٢ ) وأقسموا بالله جهد.....
) وأقسموا بالله جهد أيمانهم ( وذلك أنّ قريشاً لما بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم قالوا : لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم، فوالله لئن أتانا رسول لنكونن أهدى ديناً منهم، وهذا قبل قدوم النبي ( ﷺ ) فلما بُعث محمد ( ﷺ ) كذبوه فأنزل الله عز وجل :) وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذيرٌ ليكونن أهدى من إحدى الأُمم (، يعني اليهود والنصارى، ) فلما جاءهم نذيرٌ ( : محمد ( ﷺ ) ) ما زادهم إلاّ نفوراً ( بعداً ونفاراً