" صفحة رقم ١٢٧ "
بهم صيحة ماتوا عن آخرهم، فذلك قوله عز وجل :
يس :( ٢٨ - ٢٩ ) وما أنزلنا على.....
) وما أنزلنا على قومه من جند من السماءِ وما كُنا منزلين إن كانت إلاّ صيحة واحدةً (، وفي مصحف عبد الله :( إن كانت إلاّ زقية واحدة )، وهي الصحيحة أيضاً وأصلها من الزقا، وقرأ أبو جعفر :) صيحة ( بالرفع، جعل الكون بمعنى الوقوع ) فإذا هم خامدون ( ميتون.
يس :( ٣٠ ) يا حسرة على.....
) يا حسرة على العباد ( قال عكرمة : يعني على أنفسهم، وفيه قولان :
أحدهما : أنّ الله يقول :) يا حسرة على العباد ( وكآبة عليهم حين لم يؤمنوا.
والآخر : أنه من قول الهالكين. قال أبو العالية : لما عاينوا العذاب قالوا :) يا حسرة على العباد ( يعني الرسل الثلاثة حين لم يؤمنوا، بهم فتمنوا الإيمان حين لم ينفعهم، وقرأ عكرمة :) يا حسرة على العباد ( بجزم الهاء ) ما يأتيهم من رسول إلاّ كانوا به يستهزؤون ( وكان خبر الرسل الثلاثة في أيام ملوك الطوائف.
يس :( ٣١ ) ألم يروا كم.....
) ألم يروا ( يعني أهل مكة ) كم أهلكنا قبلهم من القرون ( ؟ والقرن : أهل كل عصر ؛ سموا بذلك لاقترابهم في الوجود ) أنهم إليهم لا يرجعون }
يس :( ٣٢ ) وإن كل لما.....
) وإن كلٌ لمّا ( بالتشديد، ابن عامر والأعمش وعاصم وحمزة. الباقون : بالتخفيف. فمن شدد جعل ) إن ( بمعنى الجحد، و ) لمّا ( بمعنى ( إلاّ )، تقديره : وما كل إلا جميع، كقولهم : سألتك لما فعلت، أي إلاّ فعلت، ومن خفف جعل ) إنْ ( للتحقيق وحققه، وما صلة، مجازه : وكل ) جميعٌ لدينا محضرون }
يس :( ٣٣ ) وآية لهم الأرض.....
) وآية لهم الأرض الميتةُ أحييناها ( بالمطر، ) وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون }
يس :( ٣٤ ) وجعلنا فيها جنات.....
) وجعلنا فيها جنات ( : بساتين ) من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون }
يس :( ٣٥ ) ليأكلوا من ثمره.....
) ليأكلوا من ثمره (، قرأ الأعمش : بضم الثاء وجزم الميم ( ثُمْره )، وقرأ ( خلف ) ويحيى وحمزة والكسائي بضم الثاء والميم، وقرأ الآخرون بفتحهما ) وما عملته أيديهم ( قرأ العامة بالهاء، وقرأ عيسى بن عمر وأهل الكوفة :( عملت ) بلا هاء، ويجوز في ) ما ( ثلاثة أوجه :
الوجه الأوّل : الجحد، بمعنى ولم تعمله أيديهم، أي وجدوها معمولة ولا صنع لهم فيها، وهذا معنى قول الضحاك ومقاتل.
والوجه الثاني معنى المصدر، أي ومن عمل أيديهم.
والوجه الثالث معنى الذي، ( أي وما عملت أيديهم ) من الحرث والزرع والغرس، وهو معنى قول ابن عباس. ) أفلا يشكرون ( نعمه ؟
يس :( ٣٦ ) سبحان الذي خلق.....
) سبحان الذي خلق الأزواج ( : الأشكال والأصناف ) كلها مما تنبت الأرض ومن