" صفحة رقم ١٣٠ "
مقاتل :) ما بين أيديكم ( عذاب الأُمم الخالية، ) وما خلفكم ( : عذابُ الآخرة.
) لعلكم تُرحمون (، والجواب محذوف تقديره : إذا قيل لهم هذا، أعرضوا، دليله ما بعده :
يس :( ٤٦ - ٤٧ ) وما تأتيهم من.....
) وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلاّ كانوا عنها معرضين وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم ( : الرزق ) من لو يشاء الله أطعمه ( يتوهمون أنّ الله تعالى لما كان قادراً على إطعامه وليس يِشاء إطعامه، فنحن أحق بذلك. نزلت في مشركي مكة حين قال لهم فقراء أصحاب رسول الله ( ﷺ ) اعطونا ما زعمتم من أموالكم أنها لله، وذلك قوله :) وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً ( فحرموهم، وقالوا : لو شاء الله أطعمكم فلا نُعطيكم شيئاً حتى ترجعوا إلى ديننا.
) إن أنتم إلاّ في ضلال مبين ( في اتباعكم محمداً ومخالفكتم ديننا. عن مقاتل بن حيان، وقال غيره : هو من قول أصحاب رسول الله ( ﷺ ) لهم.
يس :( ٤٨ ) ويقولون متى هذا.....
) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( أنا نُبعث ؟
يس :( ٤٩ ) ما ينظرون إلا.....
فقال الله تعالى :) ما يُنظرون إلاّ صيحةً واحدةً ( وهي نفخة إسرافيل ) تأخذهم وهم يخصمون ( أي يختصمون ويُخاصم بعضهم بعضاً.
واختلفت القراء فيه ؛ فقرأ ابن كثير وورش وأبو عبيد وأبو حاتم بفتح الخاء وتشديد الصاد ومثله روى هشام عن أهل الشام : لما أدغموا نقلوا حركة التاء إلى الخاء.
وقرأ أبو جعفر وأيوب ونافع غير ورش ساكنة الخاء مخففة الصاد، وقرأ أبو عمرو : بالإخفاء، وقرأ حمزة : ساكنة الخاء مخففة الصاد، أي يغلب بعضهم بعضاً بالخصام، وهي قراءة أُبي بن كعب، وقرأ الباقون : بكسر الخاء وتشديد الصاد.
يس :( ٥٠ ) فلا يستطيعون توصية.....
) فلا يستطيعون توصيةً ( : فلا يقدرون على أنْ يوصي بعضهم بعضاً، ) ولا إلى أهلهم يرجعون }
يس :( ٥١ ) ونفخ في الصور.....
) ونُفخ في الصور ( وهي النفخة الأخيرة : نفخة البعث، وبين النفختين أربعون سنة، ) فإذا هم من الأجداث ( أي القبور، واحدها جدث ) إلى ربهم ينسلون ( يخرجون، ومنه قيل للولد : نسلاً ؛ لأنه يخرج من بطن أُمّه، والنسلان والعسلان : الإسراع في السير.
يس :( ٥٢ ) قالوا يا ويلنا.....
) قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ( أي منامنا قال أُبي بن كعب وابن عباس وقتادة : إنما يقولون هذا ؛ لأن الله رفع عنهم العذاب فيما بين النفختين فيرقدون، وقال أهل المعاني : إنّ الكفار إذا عاينوا جهنم وأنواع عذابها صار ماعذبوا في القبور في جنبها كالنوم، فقالوا :) من بعثنا من مرقدنا ( ؟ ثم قال :) هذا ما وعد الرَّحْمان وصدق المرسلون ( : أقرّوا حين لم ينفعهم