" صفحة رقم ١٣٥ "
فاستبقوا الصراط ( : فتبادروا إلى الطريق، ) فأنّى يبصرون ( وقد طمسنا أعينهم ؟ قال ابن عباس ومقاتل وعطاء وقتادة : يعني ولو نشاء لتركناهم عمياً يترددون، فكيف يُبصرون الطريق حينئذ ؟
يس :( ٦٧ ) ولو نشاء لمسخناهم.....
) ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم (، أي أقعدناهم في منازلهم قردة وخنازير، والمسخ تحويل الصورة، ) فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون ( إلى ما كانوا عليه، وقيل : لا يستطيعون الذهاب ولا الرجوع.
يس :( ٦٨ ) ومن نعمره ننكسه.....
) ومن نعمره ننكسه (، قرأ الأعمش وعاصم وحمزة بالتشديد. غيرهم بفتح النون وضم الكاف مخففاً. أي يرده إلى أرذل العمر شبه حال الصبي الذي هو أول الخلق، وقيل : يصيّره بعد القوة إلى الضعف، وبعد الزيادة إلى النقصان، وبعد الحدة والطراوة إلى البلى والخلوقة، فكأنه نكس حاله.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حبيش المقرئ قال : حدّثنا أبو القاسم بن الفضل قال : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا مهران بن أبي عمر عن سفيان :) ومن نعمره ننكسه في الخلق ( قال : إذا بلغ ثمانين سنة تغيّر جسمه. ) أفلا يعقلون }
يس :( ٦٩ ) وما علمناه الشعر.....
) وما علمناهُ الشعر وما ينبغي له ( لأنه يُورث الشبهة.
أخبرني ابن فنجوية قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال : حدّثنا حامد بن شعيب عن شريح بن يونس قال : حدّثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي عيينة عن أبيه عن الحكم قال : كان رسول الله ( ﷺ ) يتمثل بقول العباس بن مرداس :( أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة ). قالوا : يا رسول الله إنما قال : بين عيينة والأقرع. فأعادها وقال :( بين الأقرع وعيينة ). فقام إليه أبو بكرح فقبل رأسه وقال :) وما علمناه الشعر وما ينبغي له (.
وأخبرنا الحسين بن محمد الحديثي قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدّثنا يوسف بن عبد الله بن هامان قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن أنّ النبي ( ﷺ ) كان يتمثل بهذا البيت :( كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً ).
فقال أبو بكر : يا نبي الله، إنما قال الشاعر :
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهياً
فقال أبو بكر أو عمر : أشهد أنك رسول الله، يقول الله عز وجل :) وما علمناه الشعر وما ينبغي له (


الصفحة التالية
Icon