" صفحة رقم ١٤٦ "
والنار تحرق الشجر ؟ وقال ابن الزبعرى لصناديد قريش : إنّ محمداً يخوفنا بالزقوم وإنّ الزقوم بلسان بربر وأفريقية الزبد والتمر، فأدخلهم أبو جهل بيته وقال : يا جارية زقّمينا. فأتتهم بالزبد والتمر، فقال : تزقّموا فهذا ما يوعدكم به محمد،
الصافات :( ٦٤ ) إنها شجرة تخرج.....
فقال الله سبحانه :) إنها شجرةٌ تخرجُ في أصل الجحيم ( : قعر النار. قال الحسن : أصلها في قعر جهنم، وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.
الصافات :( ٦٥ ) طلعها كأنه رؤوس.....
) طلعها ( ثمرها، سمّي طلعها لطلوعه ) كأنه رؤوس الشياطين ( قال بعضهم :) ^ هم الشياطين بأعيانهم، شبهّه بها لقبحه ؛ لأن الناس إذا وصفوا شيئاً بعاهة القبح قالوا : كأنه شياطين، وإن كانت الشياطين لا تُرى ؛ لأن قبح صورتها متصوّر في النفس، وهذا معنى قول ابن عباس والقرظي، وقال بعضهم : أراد بالشياطين الحيّات، والعرب تُسمي الحية القبيحة الخفيفة الجسم شيطاناً، قال الشاعر :
تلاعب مثنى حضرمّي كأنه
تعمج شيطان بذي خروع قفر
وقال الراجز :
عنجرد تحلف حين أحلف
كمثل شيطان الحماط أعرف
والأعرف : الذي له عرق، وقيل : هي شجرة قبيحة خشنة مرة منتنة، تنبت في البادية تسميها العرب رؤوس الشياطين.
الصافات :( ٦٦ ) فإنهم لآكلون منها.....
) فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون (، والملء : حشو الوعاء بما لا يحتمل زيادة عليه،
الصافات :( ٦٧ ) ثم إن لهم.....
) ثم إنّ لهم عليها لشوباً ( : خلطاً ومزاجاً، وقال مقاتل : شراباً ) من حميم ( : ماء حار شديد الحرارة،
الصافات :( ٦٨ ) ثم إن مرجعهم.....
) ثم إن مرجعهُم لإلى الجحيم ( ثم بمعنى قبل، مجازه : وقبل ذلك مرجعهم لإلى الجحيم، كقول الشاعر :
إنّ من ساد ثم ساد أبوه
ثم قد ساد قبل ذلك جده
أي قبل ذلك ساد أبوه، ويجوز أن تكون بمعنى الواو.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا أبو علي المقري قال : حدّثني علي بن الحسن بن سعد الهمداني قال : حدّثنا عباس بن يزيد بن أبي حبيب قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا سفيان عن ميسرة عن المنهال عن أبي عبيدة عن عبد الله أنه قرأ ( ثم إنّ مقتلهم لإلى الجحيم ).
الصافات :( ٦٩ - ٧٠ ) إنهم ألفوا آباءهم.....
) إنهم ألفوا ( : وجدوا ) آباءهم ضالين فهم على آثارهم يُهرعون ( يسرعون.
الصافات :( ٧١ - ٧٥ ) ولقد ضل قبلهم.....
) ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين ( : مرسلين ) فانظر كيف كان