" صفحة رقم ١٨٤ "
وقرأ الحسن : وشدّدنا بتشديد الدال.
قال ابن عبّاس : كان أشد ملوك الأرض سلطاناً كان يحرس محرابه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألف رجل، فذلك قوله ) وشددنا ملكه ( بالحرس.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمّد بن خالد بن الحسن قال : حدثنا داود بن سليمان قال : حدثنا عبد بن حميد قال : حدثنا محمّد بن الفضل قال : حدثنا داود بن أبي الفرات عن عليّ بن أحمد عن عكرمة عن ابن عبّاس : أن رجلاً من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم، فاجتمعا عند داود النبي فقال المستعدي : ان هذا غصبني بقرتي.
فسأل داود الرجل عن ذلك فجحده، وسأل الآخر البيّنة فلم يكن له بيّنة. فقال لهما داود : قوما حتى أنظر في أمركما.
فقاما من عنده، فأوحى الله سبحانه إلى داود ( عليه السلام ) في منامه : أن يقتل الرجل الذي استُعدي عليه.
فقال : هذه رؤيا ولست أعجل حتّى أتثبت.
فأوحى الله سبحانه إليه مرة أُخرى أن يقتله. فلم يفعل، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه الثالثة : أن يقتله أو تأتيه العقوبة من الله، فأرسل داود إلى الرجل فقال له : إن الله قد أوحى إليَّ أن أقتلك.
فقال له الرجل : تقتلني بغير بيّنة ولاثبت
فقال له داود : نعم، والله لأُنفذن أمر الله فيك.
فلمّا عرف الرجل أنّه قاتله قال : لا تعجل حتّى أُخبرك أني والله ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته، فلذلك أُخذت.
فأمر به داود فقتل، فاشتدت هيبته في بني إسرائيل عند ذلك لداود، واشتد به ملكه فهو قوله سبحانه :) وشددنا ملكه (.
) وآتيناه الحكمة ( يعني النبوة والاصابة في الأمور. وقال أبو العالية : العلم الذي لاتردّه العقول.
) وفصل الخطاب ( قال ابن عبّاس : بيان الكلام.
وقال الحسن والكلبي وابن مسعود ومقاتل وأبو عبد الرحمن السلمي : يعني علم الحكم والبصر بالقضاء، كأن لا يتتعتع في القضاء بين الناس، وهي إحدى الروايات عن ابن عبّاس.
وقال علي بن أبي طالب : هو البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر.