" صفحة رقم ٢٥٧ "
وقال السدي : بعدل ربّها. ويقال : إن الله تعالى خلق في القيامة نوراً يلبسه وجه الأرض فتشرق الأرض به، ويقال : ان الله يتجلى للملائكة فتشرق الأرض بنوره، وأراد بالأرض عرصات القيامة.
) وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ (.
قال ابن عبّاس : يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة.
وقال السدي : الذين استشهدوا في طاعة الله.
وقيل : هم الحفظة، يدل عليه قوله تعالى :) وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (.
) وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
الزمر :( ٧٠ - ٧١ ) ووفيت كل نفس.....
) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْس مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا ( سوقاً عنيفاً يسحبون على وجوههم ) إلَى جَهَنَّمَ زُمَراً ( أفواجاً بعضها على أثر بعض، كل أمة على حدة.
وقال أبو عبيد والأخفش : يعني جماعات في تفرقة، واحدتها زمرة.
) حَتَّى إذَا جَاؤوهَا وفُتِحَتْ أبْوَابُهَا ( السبعة وكانت قبل ذلك مغلقة.
واختلف القراء في قوله :( فتِحت ) و ( فتّحت ) فخففها أهل الكوفة، وشددهما الآخرون على التكثير.
) وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ( توبيخاً وتقريعاً لهم ) ألَمْ يَأتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ ( وجبت ) كَلِمَةُ العَذَابِ ( وهي قوله تعالى :) لأملأن جهنّم من الجنّة والناس أجمعين (.
) عَلَى الكَافِرِينَ }
الزمر :( ٧٢ - ٧٣ ) قيل ادخلوا أبواب.....
) قِيلَ ادْخُلُوا أبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ وَسِيقَ الَّذِينَ ( وحشر الذين ) اتَّقَوْا رَبَّهُمْ ( فأطاعوه ولم يشركوا به ) إلَى الجَنَّةِ زُمَراً ( ركباناً ) حَتَّى إذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ ( الواو فيه واو الحال ومجازه وقد فتحت أبوابها، فأدخل الواو هاهنا لبيان أنها كانت مفتحة قبل مجيئهم، وحذفها من الآية الأولى لبيان أنها كانت مغلقة قبل مجيئهم، ويقال : زيدت الواو هاهنا، لأن أبواب الجنّة ثمانية وأبواب الجحيم سبعة، فزيدت الواو هاهنا فرقاً بينهما.
حكى شيخنا عبد الله بن حامد عن أبي بكر بن عبدش أنها تُسمى واو ثمانية.
قال : وذلك أن من عادة قريش أنهم يعدون العدد من الواحد إلى الثمانية، فإذا بلغوا


الصفحة التالية
Icon