" صفحة رقم ٣٠٨ "
ولم يقل قريبة لأن تأنيثها غير حقيقي، ومجازها الوقت، وقال الكسائي : إيتائها قريب.
الشورى :( ١٨ ) يستعجل بها الذين.....
) يَستَعجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا ( ظنًّا منهم إنها غير جائية. ) وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشفِقُونَ مِنهَا ( خائفون منها. ) وَيَعلَمُونَ أَنَّهَا الحَقُّ أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَل بَعِيد }
الشورى :( ١٩ ) الله لطيف بعباده.....
) اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ( قال ابن عباس : حفي بهم. عكرمة : بارّ بهم. السدي : رقيق. مقاتل : لطيف بالبر والفاجر منهم، حيث لم يقتلهم جوعاً بمعاصيهم. القرظي :) ^ لطيف بهم في العرض والمحاسبة.
قال الخوافي : غداً عند مولى الخلق، للخلق موقف يسألهم فيه الجليل، فيلطف بهم الصادق في الرزق من وجهين : أحدهما : إنّه جعل رزقك من الطيبات، والثاني : إنّه لم يدفعه إليك بمرة واحدة، وقيل : الرضا بالتضعيف. الحسين بن الفضل : في القرآن وتيسيره.
وسمعت أبا القاسم بن حبيب يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن عاد البغدادي يقول : سُئل جنيد عن اللطيف، فقال : هو الّذي لطف بأوليائه حتّى عرفوه، فعبدوه، ولو لطف بأعدائه لما جحدوه.
وقال محمد بن علي الكتاني : اللطيف بمن لجأ إليه من عباده إذا أيس من الخلق، توكل عليه ورجع إليه فحينئذ يقبله ويقبل عليه، وفي هذا المعنى أنشدنا أبو إسحاق الثعلبي، قال : أنشدني أبو القاسم الحبيبي. قال أنشدني أبي، قال : أنشدني أبو علي محمد بن عبد الوهّاب الثقفي :
أمر بافناء القبور كأنّني
أخو فطنة والثوب فيه نحيف
ومن شق فاه الله قدّر رزقه
وربّي بمن يلجأ إليه لطيف
وقيل : اللطيف الّذي ينشر من عباده المناقب، ويستر عليه المثالب، وقيل : هو الّذي يقبل القليل، ويبذل الجزيل، وقيل : هو الّذي يجبر الكسير، وييسر العسير، وقيل : هو الّذي لا ييأس أحد في الدنيا من رزقه، ولا ييأس مؤمن في العفو من رحمته.
وقيل : هو الّذي لا يخاف إلاّ عدله، ولا يرجى إلاّ فضله، وقيل : هو الّذي يبذل لعبده النعمة، فوق الهمّة ويكلفه الطاعة دون الطاقة، وقيل : هو الّذي لا يعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه، وقيل : هو الّذي لا يرد سائله ولا يؤيّس آمله، وقيل : هو الّذي يعفو عمن يهفو، وقيل : هو الّذي يرحم من لا يرحم نفسه، وقيل : هو الّذي يعين على الخدمة، ثم يكثر المدحة، وقيل : هو الّذي أوقد في أسرار عارفيه من المشاهدة سراجاً، وجعل الصراط المستقيم لها منهاجاً، وأنزل عليهم من سحائب بره ماءاً ثجاجاً.


الصفحة التالية
Icon