" صفحة رقم ٣١٣ "
الله ؟. فقال :( ألا تقولون، ألم يخرجك قومك فآويناك، أو لم يكذّبوك فصدقناك، أو لم يخذلوك فنصرناك ؟ ).
قال : فما زال يقول حتّى جثوا على الركب، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله تعالى ولرسوله. قال : فنزلت ) قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى (.
أخبرنا الحسين بن محمّد بن فنجويه، حدثنا محمد بن عبد الله بن حمزة، حدثنا عبيد بن شريك البزاز، حدثنا سلمان بن عبد الرّحمن بن بنت شرحبيل، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا يحيى بن بشير الأسدي، عن صالح بن حيان الفزاري عبد الله بن شداد بن الهاد عن العباس ابن عبد المطلب إنّه، قال : يارسول الله مابال قريش يلقى بعضهم بعضاً بوجوه تكاد أن تسايل من الود، ويلقوننا بوجوه قاطبة، تعني باسرة عابسة، فقال رسول الله ( عليه السلام ) :( أَوَ يفعلون ذلك ؟ ). قال : نعم، والّذي بعثك بالحقّ. فقال :( أمّا والّذي بعثني بالحقّ، لا يؤمنوا حتّى يحبّوكم لي ).
وقال قوم : هذه الآية منسوخة فإنّما نزلت بمكّة وكان المشركون يؤذون رسول الله ( ﷺ ) فأنزل الله تعالى هذه الآية وأمرهم فيها بمودة رسول الله وصلة رحمه. فلما هاجر إلى المدينة وآواه الأنصار وعزروه ونصروه أحبّ الله تعالى أن يلحقه بأخوانه من الأنبياء ( عليهم السلام ) حيث قالوا :) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلاّ على ربّ العالمين (، فأنزل الله تعالى عليه ) قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلاّ على الله (، فهي منسوخة بهذه الآية وبقوله :) قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلّفين (، وقوله :) وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلاّ ذكر للعالمين (، وقوله :) أم تسألهم خرجاً فخراج ربّك خير (، وقوله :) أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون ( وإلى هذا ذهب الضحاك بن مزاحم والحسين بن الفضل.
وهذا قولٌ غير قوي ولا مرضي، لأنّ ما حكينا من أقاويل أهل التأويل في هذه الآية لا يجوز أن يكون واحد منها منسوخاً، وكفى فتحاً بقول من زعم إنّ التقرب إلى الله تعالى بطاعته ومودة نبيه وأهل بيته منسوخ