" صفحة رقم ٣٢٣ "
خص به أبا بكر وعم به من اتبعه.
الشورى :( ٣٩ ) والذين إذا أصابهم.....
) وَالَّذين إِذَا أَصَابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرُونَ ( ينتقمون من ظالميهم من غير أن يعتدوا.
وقال مقاتل : هذا في المجروح ينتصر من الجارح فيقتص منه. قال إبراهيم : في هذه الآية كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفو له.
الشورى :( ٤٠ ) وجزاء سيئة سيئة.....
) وَجَزَاءُ سَيِئَة سَيِئَةٌ مِثلُهَا ( سمي الجزاء بإسم الإبتداء وإن لم يكن سيئة لتشابههما في الصورة. قال ابن نجيح : هو أن يجاب قائل الكلمة القبيحة بمثلها، فإذا قال : أخزاه الله. يقول له : أخزاه الله، وقال السدّي : إذا شتمك بشتمة فاشتمه بمثلها من غير أن تعتدي.
أخبرنا ابن فنجويه، حدثنا إبن حنش المقري، حدثنا أبو القاسم بن الفضل، حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر، قال سفيان بن عيينة : قلت لسفيان الثوري : ما قوله تعالى :) وجزاءُ سيئة سيئةٌ مثلها ( أن يشتمك رجل فتشتمه ؟، أو أن يفعل بك فتفعل به ؟ فلم أجد عنده شيئاً فسألت هشام بن حجير عن هذه الآية، فقال : الجارح إذا جرح تقتص منه وليس هو أن يسبك فتسبه.
وقال سفيان : وكان إبن شبرمة يقول : أليس بمكّة مثل هشام بن حجير فمن عفا فلم ينتقم. قال ابن عباس : فمن ترك القصاص وأصلح، وقال مقاتل : وكان العفو من الأعمال الصالحة فأجره على الله.
قال ابن فنجويه العدل، حدثنا محمد بن الحسن بن بشر، أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس الدمشقي، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن بشر القريشي، حدثنا زهير بن عباد المدائني، حدثنا سفيان بن عينية عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال : قال النبي ( ﷺ ) ( إذا كان يوم القيامة، نادى مناد من كان له على اللهِ أجرٌ، فليقم، قال : فيقوم عنق كثير. قال : فقال : ما أجركم على الله، فيقولون : نحن الّذين عفونا عمّن ظلمنا، وذلك قوله تعالى :) فَمَن عَفَا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللهِ ( فيقال لهم : ادخلوا الجنّة بإذن الله ).
) إنَّهُ ( إنَّ الله ) لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (. قال ابن عباس : الّذين يبدأون بالظلم.
الشورى :( ٤١ - ٤٤ ) ولمن انتصر بعد.....
لقوله تعالى :) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ. فَأُولئِكَ مَا عَليهِم مِن سَبِيل إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظلِمُونَ النَّاسِ (.
مبتدئين به. ) وَيَبغُونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِ أُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَمن صَبَرَ وَغَفَرَ (. فلم يكاف. ) إنَّ ذَلِكَ لَمِن عَزمِ الأُمُورِ ( وحزمها. ) وَمَن يُظلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ من وَلِيّ مِن بَعدِهِ ( يهديه أو يمنعه من عذاب الله.