" صفحة رقم ٣٢٦ "
ينظر موسى إلى الله ) فأنزل الله تعالى :) وما كان لبشر أن يكلمه الله ( ) إِلاَّ وَحياً ( يوحي إليه كيف يشاء إما بالإلهام أو في المنام. ) أَو مِن وَرَاءِ حِجَاب ( بحيث يسمع كلامه ولا يراه كما كلم موسى ( عليه السلام ) ) أَو يُرسِلَ رَسُولاً (. إليه من ملائكة، إما جبريل وإما غيره. ) فيُوحيَ بإذنِهِ ما يشاءُ (.
قرأ شيبة ونافع وهشام ( أو يُرسل ) برفع اللام على الابتداء ( فيوحي ) بإسكان الياء، وقرأ الباقون بنصب اللام والياء عطفاً بهما على محلّ الوحي لأنّ معناه وما كان لبشر أن يكلمه الله إلاّ أن يوحي أو يرسل.
) إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (
الشورى :( ٥٢ ) وكذلك أوحينا إليك.....
) وَكَذلِكَ ( أي وما أوحينا إلى سائر رُسلنا كذلك. ) أَوحَينَا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنَا (. قال الحسن : رحمة. ابن عباس : نبوة. السدّي : وحياً. الكلبي : كتاباً. ربيع : جبريل. ملك بن دينار : يعني القرآن، وكان يقول : يا أصحاب القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم فإنّ القرآن ربيع القلوب كما الغيث ربيع الأرض.
) مَا كُنتَ تَدرِي ( قبل الوحي. ) مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ ( يعني شرائع الإيمان ومعالمه.
وقال أبو العالية : يعني الدعوة إلى الإيمان، وقال الحسين بن الفضل : يعني أهل الإيمان من يؤمن ومن لا يؤمن، وقال محمد بن إسحاق بن جرير : الإيمان في هذا الموضع الصلاة. دليله قوله تعالى :) وما كان اللهُ ليضيعَ إيمانكم (.
) وَلَكِن جَعَلنَاهُ نُوراً ( وحّد الكتابة وهما اثنان : الإيمان والقرآن ؛ لأن الفعل في كثرة أسمائه بمنزلة الفعل، ألا ترى إنّك تقول إقبالك وإدبارك يُعجبني فيوحّدوه وهما إثنان.
وقال ابن عباس :( ولكن جعلناه ) يعني الإيمان، وقال السُدّي : يعني القرآن.
) نَّهدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِن عِبَادِنَا. وَإِنَّكَ لَتَهدِي ( لتُرشد وتدعوا. ) إِلَى صِرَاط مُّستَقِيم (
الشورى :( ٥٣ ) صراط الله الذي.....
) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرضِ. أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ ( أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان، حدثنا أحمد بن محمد بن شاذان، حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا صالح بن محمد، قال : سمعت أبا معشر يحدّث، عن سهل بن أبي الجعداء وغيره. قال : إحترق مصحف فلم يبق إلاّ قوله سبحانه وتعالى :) أَلا إلى اللهِ تَصيرُ الأُمُورُ ( وغرق مصحف فإمتحى كُلّ شيء فيه إلاَّ قوله :) أَلا إلى اللهِ تَصيرُ الأُمُورُ (.


الصفحة التالية
Icon