" صفحة رقم ٣٤٠ "
الزخرف :( ٥٥ ) فلما آسفونا انتقمنا.....
) فَلَمَّا آسَفُونَا ( أغضبونا، وقال الحسين بن الفضل : خالفونا ) انتَقَمْنا مِنهُم فَأَغرَقنَاهُم أَجمَعِينَ (
الزخرف :( ٥٦ ) فجعلناهم سلفا ومثلا.....
^) فَجَعَلنَاهُم سَلَفاً ( قرأ علي وابن مسعود بضم السين وفتح اللام، وقال المؤرخ والنضر بن شميل : هي جمع سلفة، مثل طرقة وطرق، وغرفة وغرف، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي بضم السين واللام، قال الفراء : هو جمع سليف، وحكي عن القاسم بن معين إنّه سمع العرب تقول : مضى سليف من الناس، وقال أبو حاتم : سَلف وسُلف واحد، مثل خَشَب وخُشُب، وثَمَر وثُمُر وقرأ الباقون فتح السين واللام على جمع السالف مثل حارس وحرس، وراصد ورّصد، وهم جميعاً : الماضون المتقدمون من الأمم.
) وَمَثَلاً ( عبرة. ) لِلآخِرِينَ ( لمن يجيء بعدهم، قال المفسرون : سلفاً لكفّار هذه الأمة إلى النّار.
الزخرف :( ٥٧ ) ولما ضرب ابن.....
) وَلَمَّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلاً ( في خلقه من غيرِ أَب. فشبه بآدم من غيرِ أَب ولا أُم. ) إِذَا قَومُكَ مِنهُ يَصِدُّونَ ( ويقولون ما يريد محمد منا إلاّ أن نعبده ونتخذه إلهاً كما عبدت النصارى عيسى. قاله قتادة.
وقال ابن عباس : أَراد به مناظرة عبد الله بن الزبعري مع النبي ( ﷺ ) وشأن عيسى ( عليه السلام )، وقد ذكرناها في الأنبياء ( عليهم السلام ) وأختلف القرّاء في قوله :) يصدون ( فقرأ أهل المدينة والشام وجماعة من الكوفيين بضم الصاد، وهي قراءة علي والنخعي ومعناه يعرضون، ونظيره قوله :) رأيت المنافقون يصدون عنك صدوداً (.
وقرأ الباقون بكسر الصاد، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم واختلفوا في معناه، فقال الكسائي : هما لغتان مثل يعرشون ويعرشون، ويعكفون ويعكفون، ودرّت الشاة تدر وتدُرُ، وشذ عليه يشذ ويشد، ونمّ الحديث ينمه وينمُه، وقال ابن عباس : معناه يضجون. سعيد بن المسيب : يصيحون ضحاك : يعجون. قتادة : يجزعون ويضحكون، وقال القرظي : يضجرون.
وقال الفراء : حدثني أبو بكر بن عياش أنَّ عاصماً قرأ يصُدُون من قراءة أبي عبد الرحمن، وقرأ يصدُون، وفي حديث آخر إنّ ابن عباس لقي أخي عبيد بن عمير، فقال : إنّ عمك لعربي، فماله يلحن في قوله سبحانه وتعالى :) إذا قومك منه يصدون ٢ )
الزخرف :( ٥٨ ) وقالوا أآلهتنا خير.....
^) وَقَالُوا ءألِهَتُنَا خَيرٌ أَم هُوَ ( يعنون محمداً ( ﷺ ) فنعبد إلهه ونطيعه ونترك آلهتنا، هذا قول قتادة، وقال السدي وابن زيد : أم هُوَ يعنون عيسى ( عليه السلام )، قالوا : يزعم محمد إنّ كلّ ما عبد من دون الله في النّار، فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عزير وعيسى والملائكة في النّار.
قال الله تعالى :) مَا ضَرَبُوهُ ( يعني هذا المثل. ) لَكَ إِلاَّ جَدَلاً ( خصومة بالباطل. ) بل


الصفحة التالية
Icon