" صفحة رقم ٨٦ "
) عليهم ( أي على أهل سبأ، وقال مجاهد : على الناس كلّهم إلاّ من أطاع الله ) فاتّبعوه إلاّ فريقاً من المؤمنين }
سبأ :( ٢١ ) وما كان له.....
) وما كان له عليهم من سلطان ( إلاّ تسليطنا إياه عليهم ) لنعلم ( : لنرى ونميز، ونعلمه موجوداً ظاهراً كائناً موجباً للثواب والعقاب، كما علمناه قبل مفقوداً معدوماً بعد ابتلاء منا لخلقنا.
قال الحسن : والله ما ضربهم بسيف ولا عصا ولا سوط إلاّ أماني وغروراً دعاهم إليها.
) من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك ( الآية.
سبأ :( ٢٢ ) قل ادعوا الذين.....
) قل ( يا محمد لهؤلاء المشركين الذين أنت بين ظهرانيهم :) ادعوا الذين زعمتم ( أنهم آلهة ) من دون الله (، ثم وصفها فقال :) لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ( من خير وشر وضرّ ونفع، فكيف يكون إلهاً من كان كذلك ؟ ) وما لهم فيهما ( أي في السماوات والأرض ) من شرك ( شركة ) وما له ( أي لله ) منهم من ظهير ( : عون.
سبأ :( ٢٣ ) ولا تنفع الشفاعة.....
) ولا تنفع الشفاعة عنده إلاّ لمن أذِن له ( تكذيباً منه لهم حيث قالوا : هؤلاء شفعاؤنا عند الله، وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة والكسائي :( أُذن ) بضم الألف، واختلف فيها عن عاصم، وقرأ غيرهم : بالفتح.
) حتى إذا فزع ( قرأ ابن عامر ويعقوب بفتح الفاء والزاي، ( وقرأ ) غيرهما : بضم الفاء وكسر الزاي، أي كشف الفزع، وأخرج ) عن قلوبهم (، وأخبرني ابن فنجويه قال : أخبرني أبو علي بن حبيس المقرئ قال : حدثنا أبو عبيد القاضي قال : أخبرني الحسين بن محمد الصباغ عن عبد الوهاب عن موسى الأسواري عن الحسن أنه كان يقرؤها حتى ( إذا فرع عن قلوبهم ) بالراء والعين يعني : فرعت قلوبهم من الخوف.
واختلفوا في هذه الكناية والموصوفين بهذه الصفة ؛ من هم ؟ وما السبب الذي من أجله فزع عن قلوبهم ؟
فقال قوم : هم الملائكة، ثم اختلفوا في سبب ذلك، فقال بعضهم : إنما يُفزع عن قلوبهم غشية تصيبهم عند سماعهم كلام الله سبحانه.
أخبرنا عبد الله بن حامد عن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل عن الحسن بن علي بن عفان قال : حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال : إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيصعقون عند ذلك ويخرون سجداً، فإذا علموا أنه وحي فزع عن قلوبهم. قال : فيُرد إليهم، فينادي أهل السماوات بعضهم بعضاً :) ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ( فرفعه بعضهم.


الصفحة التالية
Icon