" صفحة رقم ٩٦ "
وقرأ الباقون : بغير همز، من التناول. يُقال : نشته نوشاً إذا تناولته.
قال الراجز :
فهي تنوش الحوض نوشاً من علا
نوشاً به تقطع أجواز الفلا
وتناوش القوم في الحرب إذا تناول بعضهم بعضاً وتدانوا، واختار أبو عبيد : ترك الهمز ؛ لأنّ معناه : التناول، وإذا همز كان معناه البعد. فكيف يقول : أنى لهم البعد ) من مكان بعيد ( : من الآخرة ؟ فكيف يتناولون التوبة، وإنما يقبل التوبة في الدُّنيا وقد ذهبت الدُّنيا فصارت بعيدة من الآخرة ؟
سبأ :( ٥٣ ) وقد كفروا به.....
) وقد كفروا به من قبل (، أي من قبل نزول العذاب ) ويقذفون بالغيب من مكان بعيد (، يعني يرمون محمداً ( ﷺ ) بالظنون لا باليقين، وهو قولهم : إنه ساحر، بل شاعر، بل كاهن، هذا قول مجاهد، وقال قتادة : يعني يرجمون بالظن، يقولون : لا بعث ولا جنّة ولا نار.
سبأ :( ٥٤ ) وحيل بينهم وبين.....
) وحيل بينهم وبين ما يشتهون (، يعني التوبة والإيمان والرجوع إلى الدُّنيا ) كما فُعِل بأشياعهم ( أي أهل دينهم وموافقهم من الأُمم الماضية حين لم يقبل منهم الإيمان والتوبة في وقت البأس ) إنهم كانوا في شك مريب (.


الصفحة التالية
Icon